المقالات

حسين خوجلي : كلمات أمام تمثال الجندي المجهول

الخرطوم _ تسامح نيوز

حسين خوجلي : كلمات أمام تمثال الجندي المجهول

إن أشرف الأفارقة والعرب يقاتلون هذه الأيام في السودان وفي غزة من أجل شرف هذه الأمة بصدور عارية، وبأيدٍ خالية من السلاح، وبأودية خالية من النصير.

المخازن بلا طعام، والمصارف بلا مال، والبنادق بلا ذخيرة كل هذا يحدث ومخازن السلاح في العواصم العربية قد صدئت من التخزين، والأموال قد تناقصت وأكلها الربا في بنوك اليهود والنصارى، وقادة الجيوش قد ترهلوا من المؤتمرات والموائد والامتيازات.

ورغم هذه الجراح والفواجع فمما يبعث على التعازي والسلوى أن قافلة الشهداء لم تتوقف عن المسير الأرفع، وأن مواكب المناضلين والمجاهدين ما زالت تزحف صوب عواصم المؤامرة والهزيمة.

وتظل أبداً الكلمة الشريفة الرفيعة تجلد بسياطها اللاهبه ظهور العملاء والحيارى والمحايدين وأحباب الدنيا ويطالهم سوط المتنبي الأقسى:تَصفو الحَياةُ لِجاهِلٍ أَو غافِلٍ

عَمّا مَضى فيها وَما يُتَوَقَّعُ

المَجدُ أَخسَرُ وَالمَكارِمُ صَفقَةً

مِن أَن يَعيشَ لَها الكَريمُ الأَروَعُ

 

وَالناسُ أَنزَلُ في زَمانِكَ مَنزِلاً

مِن أَن تُعايِشَهُم وَقَدرُكَ أَرفَعُ

مَن لِلمَحافِلِ وَالجَحافِلِ وَالسُرى

 

فَقَدَت بِفَقدِكَ نَيِّراً لا يَطلَعُ

قُبحاً لِوَجهِكَ يا زَمانُ فَإِنَّهُ

وَجهٌ لَهُ مِن كُلِّ قُبحٍ بُرقُعُ

 

أَيَموتُ مِثلُ أَبي شُجاعٍ فاتِكٌ

وَيَعيشُ حاسِدُهُ الخَصِيُّ الأَوكَعُ

أَبقَيتَ أَكذَبَ كاذِبٍ أَبقَيتَهُ

 

وَأَخَذتَ أَصدَقَ مَن يَقولُ وَيَسمَعُ

وَتَرَكتَ أَنتَنَ ريحَةٍ مَذمومَةٍ

وَسَلَبتَ أَطيَبَ ريحَةٍ تَتَضَوَّعُ

 

فَاليَومَ قَرَّ لِكُلِّ وَحشٍ نافِرٍ

دَمُهُ وَكانَ كَأَنَّهُ يَتَطَلَّعُ

وَعَفا الطِرادُ فَلا سِنانٌ راعِفٌ

 

فَوقَ القَناةِ وَلا حُسامٌ يَلمَعُ

مَن كانَ فيهِ لِكُلِّ قَومٍ مَلجَأً

وَلِسَيفِهِ في كُلِّ قَومٍ مَرتَعُ

 

إِن حَلَّ في فُرسٍ فَفيها رَبُّها

كِسرى تَذِلُّ لَهُ الرِقابُ وَتَخضَعُ

أَو حَلَّ في رومٍ فَفيها قَيصَرٌ

 

أَو حَلَّ في عُربٍ فَفيها تُبَّعُ

قَد كانَ أَسرَعَ فارِسٍ في طَعنَةٍ

فَرَساً وَلَكِنَّ المَنِيَّةَ أَسرَعُ

 

لا قَلَّبَت أَيدي الفَوارِسِ بَعدَهُ

رُمحاً وَلا حَمَلَت جَواداً أَربَعُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى