بعد الغروب ..بدر الدين حسين على..حمدوك فى لندن ..التمرين الاخير ..!!
عبد الله حمدوك يشكل ظاهرة فى عالم السياسة تحتاج إلى توصيف جديد ، فهو لا يمكن باى حال من الأحوال أن تطلق عليه صفة رجل سياسى ، ولا يتمتع باى كاريزما قيادية لوضعه فى هذه الخانة ، ولا يصنف زعيماً سياسيا لانه لا تاريخ له فى عالم السياسة ، لذا وجب البحث عن توصيف جديد لهذا الرجل .
فالفترة التى تولى فيها رئاسة الوزراء كانت كفيلة بأن تظهر الرجل دون مقدرات ، فهو كان اشبه ما يكون بآلة تصوير مستندية عالية الجودة ، تخرج لك ما تضعه عليها بصورة دقيقة ، فهى لا تعمل من ذاتها ، وإنما بأمر تشغيل من مالكها . لذلك علينا أن نعذر رجلا مسيراً، لا خيارات تنشأ عنده من بنات أفكاره، ولا يسمح له حتى بالتفكير.
والرجل حينما نجح فى بداياته ظن الذين بعثوا به إلى السودان انهم وجدوا ضآلتهم فيه ، ولكن سرعان ما خاب الرجاء فيه ، بعد عزل ثم توافق ثم استقالة قدمها بيده وانكرها بلسانه وفعله ، بعد ان امروه بقيادة ما يعرف بتقدم ، ويبدو هنا ان الدويلة الراعية لتجمع العبث هذا لم تقيم تجربة الرجل جيدا ، وهذا ما دفعها قبل أيام تملا الميديا بخبر عن امهال حمدوك ساعات معلومات للمغادرة.
هذه المناورة لم يكن الهدف منها تجميل وجه الدويلة الشريرة ، بل كان بحثاً عن مكانة الرجل وجماعته لدى السودانيين هل ما زال يتمتع بشعبية ( شكراً حمدوك ) ام انتقل الى خانة ( العنبلوك) ، ولعل الدويلة وصلت إلى النتيجة التى وصل إليها اهل السودان من قبل .
لذلك لجأت هى ومن خلفها لاعادة تدوير الرجل ، فظنت ان لندن يمكن ان تنعش الرجل ، وتحدث بعضأً من تغيير الصورة الذهنية حوله .
فتابط حمدوك شرا( خالد سلك ) وذهب مغاضباً إلى عاصمة الضباب ، التى أراد فيها ان يحيى الموتى ببعثه( للبعاتى) ونفخ الروح فى تقدم بعد تأخر ضربها من لفظ اهل السودان لها .
غير ان جموع السودانيين الذين عبروا عن رفضهم لهذه البالونات المنتفخة قلبت المشهد راساً على عقب ، واحرجت الحكومة البريطانية قبل أن تصيب الدويلة الراعية بالغثيان ، فخرج بوقها عرمان متاثرا بصدمة طوفان السودانيين فى لندن ، ناعياً تقدم ومحرراً لها شهادة الوفاة من قبل منتجيها، لتصبح سلعة فاسدة .
ولعل السوال هنا لماذا أصدر عرمان هذا الحكم المتعجل، هل لفقدانه الامل فى حمدوك وشلته ، ام لانه يعلم أن هذا كان بمثابة التمرين الاخير لحمدوك ، ان نجح اعيد للملعب وإن فشل فمصيره الشطب .
غير ان اندفاع عرمان هذا لن يغير فى الحقيقة التى وصل إليها الغرب بعد حدث لندن ، فإن الرسالة عنه أصبحت واضحة وقد عبر عنها روبرت شيلد عضو حزب العمال البريطانى حين قال : لقد كان مشهداًديمقراطياً يؤكد ما يريده السودانيون وما يرفضونه) .
حتما ستشهد الايام القادمة تحولات كبيرة فى تعاطى الغرب مع تقدم وحمدوك ، وسيتبع ذلك تغير فى سياسة الدويلة الراعية وربما قريبأً صرفت له العبارة التى يحبها ( شكرأً حمدوك ) .