تقارير

خبراء سودانيون:جنيف الفرصة الاخيرة للسلام

متابعات -تسامح نيوز

خبراء سودانيون:جنيف الفرصة الاخيرة للسلام

خبراء سودانيون:جنيف الفرصة الاخيرة للسلام
خبراء سودانيون:جنيف الفرصة الاخيرة للسلام

أعتبر خبراء سودانيون مباحثات جنيف بمثابة الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام في البلاد، بالرغم من حظوظ نجاحها الضعيفة والممكنة في ظل الضغط الدولي.

واضعين في الاعتبار عدة سيناريوهات للمفاوضات التي تجري في جنيف السويسرية بهدف الوصول إلى وقف إطلاق نار بين الجيش وقوات الدعم السريع من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

وجاء ذلك خلال ندوة نظمتها رابطة الصحفيين السودانيين في اوغندا بالعاصمة كمبالا يوم الثلاثاء، بمشاركة الصحفي والمحلل السياسي الجميل الفاضل، والباحث والأكاديمي الدكتور عبد الناصر علي، والكاتب السر السيد، والناشطة الحقوقية النسوية عواطف اسحق، وحضور واسع من الصحفيين والفاعليين في العمل المدني والحقوقي.

وقال رئيس رابطة الصحفيين السودانيين في اوغندا عز الدين ارباب في كلمته الترحيبية، إن الندوة تأتي في سياق اهتمام الرابطة بما يجري في البلاد من كارثة إنسانية غير مسبوقة تستوجب وقفا عاجلا للحرب الدائرة لما يقرب من عام، وأن الأمل كبير في محادثات جنيف في أن تضع حدا لهذه المآسي.

وشدد على وقوف الرابطة وقبيلة الصحفيين وتحقيق أكبر قدر من المساندة الإعلامية لمساعي وقف الحرب في السودان عبر مفاوضات جنيف والمنابر المختلفة، حتى يعود الاستقرار بالبلاد وترد كرامة السودانيين بالعودة الامنة الى منازلهم، لافتا الى أن هذه الأنشطة الإعلامية المساندة للسلام ستظل مستمرة.

من جهته قال الباحث الأكاديمي الدكتور عبد الناصر علي، إن “الحرب السودانية واحدة من افرازات دولة ما بعد الاستعمار وكل طرف له داعمين والصراع فيه حمولات تاريخية بدأت عسكرية، وتمظهرت لتحمل اشياء نحتاج إلى مؤتمر دستوري لنقاشها، وكل طرف يستغل القضايا لتعزيز موقفه”.

وشدد أن “الموقف من المفاوضات ترتكز على بنية كل طرف، لدى قوات الدعم السريع استجابة طبيعية البنية واحدة، عكس الجيش المتعدد مراكز القرار، كل طرف لديه موقف، وهناك بطأ عبر التمسك بما تم الاتفاق عليه في جدة، أما الداخل الامريكي السعودي كل طرف له اسبابه بناءا على الموقع الجي واستراتيجي للسودان، وما تم في غزة واطلال السودان على البحر يمثل تهديد المملكة العربية السعودية وامريكا، مما يجعل ضرورة إيجاد حل في المنطقة الملتهبة”

وأضاف “جنيف تسعى لوقف القتال وصول المساعدات الإنسانية الجيش يطالب إن يتم التعامل معه كحكومة وليس كجيش وابعاد دولة الإمارات لأنها تدعم الدعم السريع ومصر تدعم الجيش”.

وتابع “كل الحلول دولية واقليمية وهي لها تعقيداتها ولا يمكن ان تحل بجلوس الطرفين لآن لديها عمق اجتماعي اثني تجاه الآخر ما يبعد عملية قبول الاخر فهمنا لبيئة الصراع وطبيعته يتطلب رؤي وحل سوداني لان النظرة السعودية الامريكية فوقية لا تؤدي لشرعنة دولية وفقا للمواقف في مجلس الأمن وان تدخل الامريكان يتم عبر العمل الانساني الدبلوماسي ولاحقا العسكري. الدور الايراني الواضح السيناريوهات التوقعات تدخل امريكي بدواعي إنسانية وايضا متوقع تدخل الطرف الآخر الجيش يمد الوقت لترتيب اوراقه والتدخل عبر العمل النوعي التقني لاغتيال القيادات”.

ودعا لضرورة تقديم تنازلات من كل القوة المدنية ولابد ان تصل إلى اتفاق بين الكتل السياسية الخروج من المأزق الراهن.

فالحرب مرتبطة بثأر شخصي أكثر من واجهات عسكرية واستصحاب الإدارة الاهلية.

وقال الصحفي والمحلل السياسي الجميل الفاضل إن جنيف تاريخيا ظلت تستضيف مفاوضات الفرصة الأخيرة، مما يكسب المحادثات الحالية بشأن الازمة في السودان والتي تحيطها بسرية عالية وغير مسبوقة، لدرجة أن وسائل اعلام كبرى فشلت في التعرف على مكان انعقاد الاجتماعات في اليوم الأول، لكنه اعتبر ان انتهاء الحرب في السودان مرتبط بنهاية الإسلام السياسي، فلن تنعم البلاد بالاستقرار في ظل وجود الاخوان، وفق تقديره.

واضاف “مفاوضات جنيف تُحيطها درجة عالية من السرية، مما يثير الشكوك حول الأهداف الحقيقية وراء هذه المفاوضات. وأكد أن الإدارة الأمريكية مصممة على تحقيق نتائج إيجابية في هذه المفاوضات، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، أشار إلى أن الجيش السوداني يسعى للحفاظ على امتيازاته وعدم تفكيك النظام السابق، مما يزيد من تعقيدات المشهد.

وختم الجميل بالقول إن جنيف لم تكن تهدف لجمع الطرفين بقدر ما كانت تسعى لتحقيق أهداف محددة داخل بنية السلطة في بورتسودان وأن نهاية الحرب الحالية لن تقضي فقط على جماعات الإسلام السياسي بل ستؤثر أيضا وتقضي على القوى التقليدية.

بينما تطرقت عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحفيين السودانيين بكمبالا، عواطف إسحاق إلى أهمية مشاركة النساء في مفاوضات جنيف، موضحة أن الدعوة لمشاركة النساء تمت عبر الأجسام النسوية بمبادرة من السفير الأمريكي. وأكدت أن مشاركة النساء يجب أن تكون واسعة جغرافيًا وتشمل مختلف الفئات العمرية لضمان تمثيل كامل للقضايا النسوية في المفاوضات. وأشارت إلى أن عدم إشراك النساء في لجان وقف إطلاق النار واللجان الأمنية والمساعدات الإنسانية يشكل تحديًا كبيرًا، داعية إلى تضمين الأجندة النسوية بشكل أكبر في هذه الجهود.

بدوره، قال وزير الثقافة والإعلام السابق فيصل محمد صالح، إن “الوسطاء يفهمون تعقيدات المشهد السوداني، وأن منبر جنيف قائم لوقف إطلاق النار وايصال المساعدات”.

مؤكدا ان الحوار في جنيف بين العساكر وبعد إيقاف الحرب تنطلق العملية السياسية وهي ذكاء من الوسطاء الذين قال إنهم التقوا وفد الدعم السريع بعد خمسة ايام من بدا المفاوضات، وشدد أن الوساطة تعمل على تصميم نموذج لإيقاف إطلاق النار وذهاب الجيش إلى مصر هو جزء من ذلك.

دعا صالح القوى المدنية بالضغط من اجل كتلة فاعلة وليس بالضرورة ان يكونوا في جسم واحد مثل “تقدم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى