خبير يحذر من إنهيار السودان خلال أسابيع إذا لم يتم التوافق

الخرطوم – تسامح نيوز

تقرير
حذر الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل الاستراتيجي من إنهيار الدولة السودانية وتفكيكها خلال أسابيع إذا لم يتم التوافق بين العسكريين والمدنيين لتشكيل حكومة تنتشل السودان من الواقع الاليم الذي وصل إليه في غضون الثلاثة سنوات الماضية من عمر الفترة الانتقالية مؤكداً أن تصريحات الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة بأنه تمت إضاعة ثلاثة سنوات في لاشئ وتم الابتعاد خلالها من خدمة الشعب السوداني وتذليل الصعاب التي تعترض طريق التنمية والانتقال الامن تعكس مدى الفشل والمخاطر التي تهدد السلام والامن والاستقرار في السودان.
وقال بشارة إن الصراع السياسي والاقصاء الذي مورس خلال الفترة الانتقالية جعلها بلا جدوى وأفرغها من أبرز محتوياتها وهي التمهيد للانتقال الامن لافاق الديمقراطية والحرية وصيانة حقوق الانسان مبيناً أن إفرازات هذا الصراع والاقصاء إنعكست سلباً على كل الدولة فغابت الغيرة الوطنية وغابت الاجندة والاهداف الوطنية وغاب الاجماع الوطني وسادت سياسات الفرقة والشتات والتشرزم والهدم والتخريب في كل المملتكات العامة والخاصة موضحاً أن الدمار الذي شهدته العاصمة الخرطوم وشوارعها ومؤسسات الخدمية المدنية والمستشفيات كلها مؤشرات تدل على بداية الانهيار الفعلي للسودان كدولة لها ممسكات وطنية مشدداً على أن هذا الانهيار لايمكن الحد منه إلا بقرارات شجاعة تتخذ بالتضامن والرضا الكامل بين المؤسسة العسكرية السودانية التي أصبحت هي المؤسسة الوطنية الوحيدة المتماسكة الان وبين الاحزاب السياسية والوطنيين السودانيين الذين يتمكنوا من خلق قدر معقول من التوافق الوطني الذي يفضي إلى حكومة كفاءات إنتقالية بعيداً عن الاحزاب السياسية وتكون حكومة ذات مهام محددة تنحصر في إعداد وتهيئة البلاد للانتخابات العامة.
وابدى الدكتور عبدالحليم بشارة تخوفه من ان تؤدي الحالة التي يعيشها السودان الان إلى التدخل الاجنبي من القوى الدولية الطامعة في ثرواته عبر مجلس الامن الدولي على إعتبار ان السودان دولة فاشلة وعاجزة عن تشكيل حكومة تحمي الشعب السوداني وتوفر له الخدمات الضرورية ويجب وضعه تحت الوصاية الدولية الاممية حتى يستطيع بلوغ مرحلة من النضج السياسي والوطني الذي يمكنه من خلق بيئة سياسية مناسبة توفر السلام والامن والاستقرار.