المقالات

خطير و هام… طارق محمد عمر يكتب:

تسامح/الخرطوم

حقيقة إغتيال الزبير محمد صالح

 

 

الفترة بين ٩٨ إلى ٢٠٠١ شهدت حوادث طيران راحت ضحيتها قيادات حاكمة وعسكرية وأمنية .. وثار جددل داخل وخارج السودان بلا دليل.
للتعرف على أسباب حادث طائرة ما يكون الفيصل هو ما تضمنه الصندوق الأسود من معلومات أدلى بها الطيار أو مساعده إضافة لأصوات المضيفين والركاب.. وهذه عملية معقدة تفحص وتحلل في بعض الدول ومنها روسيا.اغلب الحوادث التي وقعت في تلك الفترة تعتبر تقنية لقدم الطائرات الروسية وعدم التمكن من صيانتها دوريا بسبب الحصار الدولي على السودان.. ذلك أنه لمَ ترشح معلومات تشير إلى أنها عمدية بعد فحص الصناديق السود .
والحديث عن اغتيال نائب الرئيس الفريق/ الزبير محمد صالح في حادث طائرة الناصر جنوبي السودان سببه شائعات راجت وقتها.. من أن الزبير يرتب لانقلاب عسكري بالتنسيق مع الحكومة المصرية وان الاتفاق تم بينه والرئيس مبارك في القاهرة… إضافة لسفره إلى بورتسودان وأمره مشاة البحرية البحرية السودانية بالانسحاب من منطقة حلايب إثر اقتحامها بواسطة الجيش المصري… ولما ا رفض العقيد قائد القوة أمر الانسحاب بقوله : خنادقنا مقابرنا تمت إقالته فيما بعد.. فيما رشحت معلومات عن عدم رضا الزبير بقبضة د. ترابي على نظام الحكم وحله المجلس العسكري لقيادة الثورة.
لكن بحسي وملاحظاتي الأمنية استطيع القول : أن مجموعة إبراهيم شمس الدين كانت ترتب لقلب نظام الحكم وكنس خلايا العملاء والجواسيس تصحيحا لمسار الثورة.. وأنها بالقطع كانت ستصب في صالح د. ترابي . وارجح أن عملا تخريبيا طال الطائرة بدليل وجود عناصر ناجية مناوئة لدكتور ترابي.. وان طاقم الطائرة كان عسكريا عراقيا وبالتالي تكون العملية بتدبير من المخابرات العراقية انتقاما لمن تم إعدامهم من عسكريي البعث في انقلاب ٢٨ رمضان ١٩٩٠.. ولكشف شبكة التجسس العراقية بين عامي ٩٣ إلى ١٩٩٤.
آخر لقاء بيني واللواء/ فيصل ابوفاطمة الذي قضى في حادث الطائرة… وهو مجاهد وقائد عسكري خبير.. كان في مكتبي حيث استفسرني عن حقيقة ومستوى وطبيعة وجهات الاختراقات الأمنية للحركة الإسلامية ونظام الحكم ومؤسسات الدولة.. لحظتها خشيت أن يسقط من كرسيه من وقع الألم ومرارته.
وكنت قد سافرت إلى الأردن لعلاج والدتي أواخر العام ٢٠٠١ وهناك التقيت بعميد متقاعد من المخابرات الأردنية يدعي زهدي ابو طارق.. كان مرافقا لوفدنا الأمني الزائر لعمان عام ١٩٩٣ .. قال لي انهم يرجحون فرضية الاغتيال في تلك الحوادث.
بالقطع سيجلي التاريخ الحقائق .
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الأحد ١١ ديسمبر ٢٠٢٢.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى