ينطوي السودان علي مساحات شاسعة، بلد قارة متعدد الثقافات والقوميات والاعراق واللغات! بلد مختلف يعج بالتنوع الذي يعكس ثراءاً وقوة ، فقوة البلدان تأتي من تعددها ثقافات وشعوب ، وتجاربها في كيفية التعامل مع هذا التنوع وادارته بصورة تصين وحدته وتحافظ علي تنوعه واختلافه!
علم الجميع وكثيرون المتابعين لتاريخ نشوء الدولة السودانية الحديثة ، ان ازمة البلاد الحقيقية تكمن في فشلنا جميعا ! وعدم قدرتنا ادارة ما حباها الله به من التنوع والاختلاف! والذي تحول من نعمة وثراء مجتمعي ، الي نغمة وبلاء ! يحصد الالاف والمئات، وقاد الي انفصال الجنوب، وهنالك بعد؛ العديد من الاقاليم التي تدعو لتقرير المصير! تلك الدعوات التي ماكان لها الانطلاق لو احسنّا ادارة التنوع والاختلاف!
في خطابه بمناسبة افتتاح المسجد أشار دقلو لهذا السبب ! وهو يدعو لمحاربة أمراض الجهل والتعصب، التي تمنعنا من ادارة الاختلاف بحكمة، وتوظيف التنوع، ليكون عامل قوة بديلا عما هو عليه الآن كعامل للفرقة والشتات ! الذي يتجلى فى الصراعات القبلية التي تحصد الأرواح، وتدمر حياة المجتمع بالتشرد والنزوح، ودعوات الانفصال وتقرير المصير!
من اجل تجنب كل ذلك دعا “دقلو” الجميع إلى أهمية قبول الآخر، واحترام التنوع والاختلاف، وقدم مجهودات ضخمة في سبيل الحصول علي السلام في جوبا! للحفاظ على أمن واستقرار السودان، ومن أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
يرى بعض المتابعين للشأن السياسي السوداني ان دولة المواطنة التي يتساوي فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات دون تفرقة او تراتيبيات اجتماعية ، هي التي يدعو اليها الجميع وما يبشر بها الاطاري الآن، والذي يمثل منصة انطلاق للتوافق علي دولة المواطنة التي تحتضن الجميع دون تفرقة او تفاوت !
