المقالات

د٠مزمل أبو القاسم يكتب : حرب الغنائم

الخرطوم_ تسامح نيوز

 

في هذه الحرب كانت الغنائم وما زالت المحرك الأول والدافع الأبرز للقتال بين جنود المليشيا، ويجب على قيادة الجيش أن تراعي هذا العامل المهم في صفوف الجيش لرفع معدلات الثبات عند جنودنا وإضافة حوافز كبيرة للقتال، بمنح أي قوة تغنم أسلحة أو سيارات أو أموالاً من المرتزقة أربعة أخماس من قيمة ما غنموا (وذلك هو المقياس الشرعي لتوزيع الغنائم في الحروب)..من يغنم كلاشاً يتم منحه 80‎%‎ من قيمته نقداً والأمر نفسه ينطبق على الدوشكا والقرنوف والتاتشر وصولاً إلى الدبابة.. لو فعلنا ذلك فستزداد شراسة جنودنا في القتال، ولن تنسحب أي قوة للجيش من أي معركة لأن النفس البشرية مجبولة على حب الحياة مثلما هي مجبولة على حب المال، وبسبب قيمة الغنائم وتأثيراتها الكبيرة على الحروب خصص المولى عز وجل لها سورة كاملة في القرآن الكريم (سورة الأنفال).. وفيها يقول جلّ وعلا (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الآية 41.

استخدمت قيادة الدعم السريع هذا العامل المغري لحشد المرتزقة من كل أنحاء دارفور ومعظم ولايات كردفان، وأغرت به بعض مرتزقة مناطق الوسط (مثل كيكل وأعوانه)، وبالغنائم وحدها تم حشد المرتزقة من كل دول الجوار.

لن نكسب هذه الحرب ما لم نرفع دوافع القتال لدى جنودنا بإضافة مكاسب مادية مقدرة لها من قيمة ما يغنمونه من الأوباش..

خلال الأعوام الأخيرة شكلت المكاسب المادية العالية الدافع الأساسي للتجنيد في الجيش والدعم السريع سعياً للسفر إلى اليمن.

الجنجويد ليسوا أوفر شجاعةً وأقداماً من جنود الجيش كما يتردد.. هم يندفعون في القتال ويستميتون فيه ويغامرون بأرواحهم سعياً لحصد الغنائم، إذ ما من شخص سوي يفضل الموت على الحياة إلا إذا ارتبطت عنده المغامرة بالمكاسب.

قال المولى عز وجل في الآية (14) من آل عمران (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).صدق الله العظيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى