
د أميرة كمال مصطفى: حصار الفاشر وصمة عار في جبين الإنسانية
د. أميرة كمال
مناشدة إنسانية عاجلة: أنقذوا الفاشر من الحصار والموت البطيء
إلى ضمير العالم الحي،
إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمنظمات الإنسانية والإغاثية الإقليمية والدولية،
إلى كل من يؤمن بأن للإنسان حقًا في الحياة والكرامة،
نرفع صوتنا عاليًا من قلب المأساة، من مدينة الفاشر الصامدة تحت وطأة حصار خانق، وقتل مستمر، وجوع قاتل ينهش أجساد الأبرياء في المعسكرات وفي كل زاوية من زوايا المدينة.
لقد تجاوزت الكارثة حدود الصمت، وتحولت الفاشر إلى ساحة مفتوحة للعنف الممنهج الذي لا يرحم شيخًا ولا امرأةً ولا طفلاً. تقطعت سبل الحياة، وأغلقت أبواب الأمل، وحُرم المواطنون من الغذاء والدواء والماء، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية.
ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة، بل جريمة إنسانية مكتملة الأركان، تحدث أمام أعين العالم. ويزداد الألم حين لا يجد الضعفاء من ينقذهم، ولا يسمعون سوى صدى أصواتهم وهي تُختنق وسط ركام البيوت المحترقة والطرقات الدامية.

نناشدكم، ومن خلفكم كل الضمائر الحرة، بالتحرك العاجل لإنقاذ المدنيين العزل في مدينة الفاشر، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإجلاء الجرحى والمرضى، وضمان حماية السكان في المخيمات التي تحولت إلى مقابر جماعية بصمت مخزٍ.
نطالب بلجنة تحقيق دولية، وبموقف أممي واضح وحاسم يضع حدًا لهذا النزيف المستمر. كما نناشد منظمات الإغاثة والهلال والصليب الأحمر، بسرعة التدخل وتقديم ما يمكن من مساعدات، قبل أن تفقد الفاشر ما تبقى من نبض الحياة.
أنقذوا الفاشر… فكل دقيقة تأخير تعني مزيدًا من الأرواح التي تُزهق، والمزيد من الجوعى الذين يسقطون فيصمت .
ودمتم فى امان الله