المقالات

د إيناس محمد أحمد: للحق دولة وللباطل جولة 

متابعات -تسامح نيوز

د إيناس محمد أحمد: للحق دولة وللباطل جولة

د. إيناس محمد أحمد

قد يعلم اغلبنا ان العلاقات الدبلوماسية بين دول العالم تحكمها معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية هذة الاتفاقية وقعت في 18ابريل 1961م في فيينا من طرف 191دولة وتتكون الاتفاقية من 53 مادة ، واصبحت موادها تشكل قاعدة اساسية للتفاهم الدولي وتنظيم العلاقات بين الدول.

تعتبر البعثات الدبلوماسية جسور للتواصل بين الدول بشرط احترام قوانين واعراف الدولة المضيفة ومبادئ القانون الدولي وأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

كما يعد التمثيل الدبلوماسي مظهرا من مظاهر السيادة الخارجية للدولة وتأكيد لوجودها القانوني .

د إيناس محمد أحمد: للحق دولة وللباطل جولة 

من جهة اخري نلاحظ ان اكثر قواعد العلاقات الدولية المنظمة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول هي من أكثر القواعد المتفق عليها دوليا ، لا تنازع حولها او عليها ، كما أن محكمة العدل الدولية في عام 1980م في حكمها التاريخي في قضية الرهائن الدبلوماسيين الاميركيين في إيران اقرت المحكمة ان “القانون الدولي ذاته تأسس علي العلاقات الدبلوماسية بين الدول” ، هذة المقولة أعطت للقواعد الدبلوماسية الدولية وضعا مميزا داخل القانون الدولي واوضحت الي اي مدي انها قواعد راسخة لا خلاف عليها .

وكما ان علاقات التعاون والتنسيق الدبلوماسي لها قواعدها ، كذلك قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول و طرد الدبلوماسيين لها قواعدها الدولية ، وغالبا ما يتم قطع العلاقات لأسباب قوية مثل الحرب التي تقوم بين الدول سواء مباشرة كما هو معروف او بطريقة غير مباشرة مثل رعاية العمليات الإرهابية او تمويلها او تقويض نظام الحكم في الدولة او غيرها من الأعمال العدائية التي تضر بسيادة وامن واستقرار الدولة ،

هذة الإجراءات تصنف غالبا تصعيد للموقف بين الدول لتسجيل موقف احتجاجي معين لاسيما في النزاعات التي يصعب اخضاعها لجدول زمني ، وقد يكون طرد الدبلوماسيين بمثابة رد من الدولة المستضيفة علي قرار طرد دبلوماسيها من الطرف المقابل ، لكن في كل الاحوال اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية نصت في مادة 29 منها علي حرمة الدبلوماسي بحيث لا يجوز اخضاعه لاي صورة من صور الاعتقال او الاحتجاز او التفتيش ، لتمتعه بالحصانة وفقا للقانون الدولي وكذلك يجب اعلامه بمغادرة البلاد خلال فترة زمنية معينة .

وبالتالي ما قامت به ابوظبي من طرد لدبلوماسسيبن سودانيين ( دون ابداء اسباب ) واحتجازهم وتفتيشهم واستجوابهم بعد اكمالهم كل اجراءات المغادرة في مطار دبي وابقائهم محتجزين لمدة ثماني ساعات ، بالإضافة إلي التجسس علي هواتفهم واجهزة الحاسوب الخاصة بهم – كل هذة الوقائع – تعد انتهاك صارخا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ، حيث لا تصدر مثل هذة التصرفات من دولة تحترم قواعد القانون الدولي او تحترم المعاهدات التي التزمت بها دوليا

د إيناس محمد أحمد: للحق دولة وللباطل جولة 

 

المشكلة ليست في طرد او استبعاد دبلوماسيين فهذة الأمور تحدث بين الدول ، المشكلة فيما حدث للدبلوماسيين السودانيين من انتهاكات في مطار دبي !!!!!.

لم تكتفي ابوظبي بتمويل ومساعدة المليشيا الإرهابية وتسليحها وتذويدها بالمرتزقة من مختلف دول العالم والعمل علي استمرار الحرب بكل الطرق ، وحين كشف السودانيين امرها وفضحو مؤامراتها وظهر وجهها الحقيقي للعالم ، وظهرت أعمالها الخبيثة المدمرة وانها اداة عميلة لتنفيذ اجندة معينة ليس إلا ، لم يعد لها شئ تلهي به العالم الا مثل هذة التصرفات !!!!

كل ما يحدث لن يشغل الشعب السوداني عن قضيته ولن ينس ما قامت به ابوظبي من دعم للمليشيا الإرهابية وستظل في ذاكرة السودانيين دولة عدوان سعت لاراقة دماء السودانيين وتدمير بلادهم وتشريد شعب مد لها اياديه البيضاء لنهضتها وبناءها يوما ما .

نذكر فقط حكومتنا ان المعاملة بالمثل أيضا مبدأ دولي ، وان للحق دولة والباطل جولة .

اللهم انصر القوات المسلحة نصرا عزيزا يا الله سبحانك لا ناصر لنا الا انت سبحانك

نووووواصل، ،،،،،

الخميس 22 مايو 2025 م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى