د جلال حامد يكتب: أيام في كردستان
د. جلال حامد.
حياتي الدراسية والعملية فرضت علي الكثير من التجوال في دول ومناطق مختلفة، لكن هناك علامات ومحطات لا يمكن تجاوزها، يتصدرها إقليم كردستان في العراق، لذا اخترت أن أشرككم بعض تفاصيل الإقليم ووقفات من زيارتي إليه.
1
كردستان هي شبه دولة، حصلت على الحكم الذاتي منذ فترة الرئيس الراحل صدام حسين، تستخدم اللغة الكردية ولديها قومية قائمة بذاتها، وهي من أغنى مناطق البترول المعروفة، ومقسمة على عدد من الدول بجانب العراق هناك إيران وسوريا وتركيا وجميعهم يطالبون بالاستقلال، وينتمي معظم أكراد العراق للطائفة السنية.
2
تواجدت في كردستان بدعوة من أسرة البارزاني، وهي بمثابة عائلة أيقونية هناك، فمنها ينحدر قادة الإقليم وصناع اتفاقية الحكم الذاتي، وتقوم العائلة بعمل خيري كبير بإدارة المنظمان وعلاج الفقراء واستضافة اللاجئين، بجانب الإشراف على علاج “البيشمركة”، الذي يعتبر الجيش النظامي هناك.
3
هناك محبة خاصة يكنها الأكراد، حكومة وشعبا للسودانيين ولقد سمعت بذلك ولمسته بنفسي خلال تواجدي هناك، لأسباب تاريخية وروابط سنية، والآن نحن بصدد نقل ما بدأناه في السودان وتنفيذه هناك فيما يتعلق بالعمل على توطين العلاج وتدريب الكوادر الطبية، بعد حصولنا على الضوء الأخضر من الحكومة الكردية وأسرة البارزاني الذين وجدوا أن مجموعتنا كاڤيري هي الأكثر جدية وقدرة على تنفيذ هذا العمل الذي يرغبون فيه، كما أنني أصبحت حاملا للواء نقل التجربة الهندية في كل الدول التي تحتاج لذلك.
4
خلال فترة الأيام الخمس، زرنا عدد من مناطق ومدن كردستان وكشفنا بشكل مجاني على 1100 مريض في أقسام مختلفة مثل العظام، السرطان، القلب، العيون، الكلى والباطنية، وتم تكريمنا من قبل رئيس منظمة بارزان الخيرية وحصلنا على شهادات تقديرية وحظينا باستقبال ضخم وحافل منذ الوصول إلى لحظة المغادرة وما بينهما كرم وحفاوة فوق حد الوصف، ورعاية كريمة من أسرة “عالم الطب” بقيادة المدير العام إحسان التاج ومساعده الأخ حكم، وبإذن الله ستكتمل الترتيبات وسنعود لإجراء عمليات هناك، على غرار العمليات التي نستعد لإجراء في بورتسودان خلال شهر يناير المقبل.
