المقالات

د. سامية علي:تمديد أجل إستبدال العملة.. حسنا فعلتم

الخرطوم - تسامح نيوز

واجهت عملية استبدال العملة التي أطلقها بنك السودان المركزي عقبات كبيرة ، وصاحبتها سلبيات عديدة ، دفع ثمنها غاليا المواطن المغلوب على أمره ، حدث هذا على الرغم من التجهيزات المستمرة منذ الإعلان عن المشروع.

وهو مشروع مهم واستراتيجي برغم انه تأخر كثيرا ، وان تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي ، المشروع جاء لأجل حفظ الأموال وقطع الطريق أمام مليشيات الدعم السريع من استخدام النقود التي نهبتها من البنوك ومن المؤسسات الحكومية والاقتصادية ومن المواطنين بطريقة ممنهجة في إطار استهداف السودان وافقاره.

الا ان المشروع صاحبته الكثير من السلبيات ربما واحد منها قصر فترة الاستبدال التي حددها بنك السودان مقابل استعدادات متواضعة ليست بحجم العمل الكبير الذي يفترض أن يتم .

فيما يبدو أن البنوك لم تكمل استعداداتها بالشكل المطلوب لاستيعاب الكم الهائل من الأموال التي تم ضخها في فترة محدودة، حيث انها لم توفر نوافذ بنكية كافية بجانب قلة مواعين استيعاب الأموال في عمليات التبديل وقصور في توفير الموظفين.

ما أدى إلى التكدس والازدحام، برغم توجيهات بنك السودان بتسهيل الإجراءات وتوسيع السعة الاستيعابية واستخدام (الخيم ) حتى تتمكن البنوك من إكمال العمل.

هذه الفجوة وهذا القصور جعل تجارة العملة تنشط بطريقة (مسعورة) و استغل تجار العملة الظرف الآني فصاروا يتكسبون من خلال عمليات الربا بحيث يتم البيع مقابل خصم 20_30% وللأسف لجأ المواطن مضطرا لهذه العملية.

وفي المقابل أوقف التجار البيع بالكاش ورفضوا التعامل مع فئتي العملة المستهدفة بالتغيير قبل يومين من انتهاء أجل استبدال العملة.
مما خلف اجواء مليئة بالمشاحنات والملاسنات بين المواطنين والتجار أدى إلى إغلاق المحال التجارية بمعظم الولايات التي تم فيها استبدال العملة .

صحيح أن طبيعة الشعب السوداني في الغالب يتحرك في الوقت الضيق لإكمال إجراءاته ايا كانت ، إلا أن الصحيح أيضا أن التجربة أثبتت أن المشروع لم يتم الأعداد له جيدا وكأنما تم على عجل دون النظر الى مترتبات محدودية الزمن مقابل سعة استيعابية متواضعة .

وهذا ليس قدحا في عمل اللجنة العليا لاستبدال العملة والتي كان لها مجهود واضح لتدارك السلبيات ، إلا أن واقع الحال يؤكد ما ذهبنا اليه.

لذا كان من المهم جدا إعادة النظر في قرار عدم تمديد فترة الاستبدال حتى يتمكن المواطن من حفظ ماله الذي أصبح فريسة لأصحاب النفوس الضعيفة ومستغلي الفرص .

ونقول لرئاسة اللجنة العليا وبنك السودان شكرا حسنا فعلتم مددتم فترة الاستبدال رفقا بالمواطن السوداني وهو لا يزال يعاني ويلات الحرب التي افقرته وافقدته كل ما يملكه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى