
د سامية علي تكتب: أمننا القومي خط أحمر!
د. سامية علي
تفاجأ الجميع او بالأحرى جل الشعب السوداني بانطلاق تظاهرات في العاصمة الخرطوم، تظاهرات في ظاهرها التعبير عن موقف يرونه حق شخصي ” الاحتفال بذكرى ثورة ديسمبر “، بيد أن في باطنها أمر خطير يهدد الامن القومي ويشيع الفوضى ويربك الاستقرار الذي بدأت تتنسم عبيره الخرطوم، تلك البقعة الوادعة التي يتوق إليها مئات الآلاف من الشعب السوداني، وكل من عاش فيها سنوات من لا ينتمون للسودان ،
سواء من الدول الشقيقة أو الصديقة، والأمثلة عديدة التي خرجت من رحم معاناة الحرب ، إذ يحكي الكثيرون ممن أجبرتهم ويلات الحرب الخروج من الخرطوم بل من السودان وقد عاشوا احلى سنين عمرهم في ملتقى مقرن النيلين، بعضهم جاءوا من بلاد الفرنجة ” خواجات” واستقر بهم المقام بالخرطوم وابت نفسهم ان يتركوها إلا وهم مجبرين ، فغادروها في قلوبهم شى من حتى، ولكنها الحرب !!
وعند ما بدأت تدب الحياة في الخرطوم وتعود إلى رونقها وبهاءها ، حاول هؤلاء ان يعكروا ذلك الصفو وذاك البهاء !

مبتغاهم إرسال رسالة سالبة بأن الخرطوم ليست امنة ولن تصلح للسكن والاستقرار ، حاولوا إشعال جذوة الحريق من جديد ، ضمن المخطط المرسوم ، استمرار الحرب ونزيف الفوضى دون توقف حتى تترسخ عند الجميع ان السودان لن يصلح للعيش ،
حيث كان الترتيب ان تنطلق التظاهرات المتزامنة في كل الولايات وبقوة ، وتعم الفوضى الخلاقة والنهب والقتل والسحل ،ليظل كل لاجئ في ملجئه ، لا عودة للسودان مطلقاً، ليجهز المخططون في وثبة كبرى ويحققوا الهدف!
ولكن خاب فألهم ، لم يستطيعوا ما أرادوه ، فشل المخطط ، خرجت تظاهرة ضعيفة محدوده بالخرطوم فقط ، فأرادوا ان ينفخوا فيها بعض الروح ، حاولوا ان يمارسوا هواياتهم القميئة بالاعتداء على الشرطة والأجهزة النظامية، بذات الأساليب الفجة التي تعبر عن “خواء وطني ” ، فمن يسئ للأجهزة النظامية التي هي مسؤولة عن حماية البلاد والعباد من المؤكد يخلو قبله وفكره ونفسه من اي انتماء لوطنه !!

حقيقة، ان الفيديو المتداول الذي يظهر ذلك الشاب وهو يوجّه إساءات بالغة للشرطة ، قد احبط الجميع ، فقد كان العشم ان يعي هؤلاء الشباب الدرس تماما بعد الذي حدث في السودان وما آل اليه الآن!!
عموماً يجب ان لا يمر ذلك مرور الكرام ، فهو إشارة لامر خطير قادم ان لم تتدارك الجهات المعنية ماحدث، وهو ايضا إشارة لوجود خلايا نائمة، ستتحرك في توقيت ما ، ليحدث ما لا يحمد عقباه!
وحسنا فعلت الجهات القانونية بالسعي لسن قانون خاص بالتظاهرات والاحتجاجات!!
يجب ان نعي الدرس وان لا نكرر الأخطاء السابقة، وان نضع خطوطا حمراء تجاه امننا القومي ، فلا تفريط ولا استهانة !!





