منذ ما قبل منتصف نهار امس لم تهدأ تداعيات استسلام ابو عاقلة كيكل رئيس قطاع الجزيرة لقوات الدعم السريع المتمردة.
فالحدث ليس ( ساهلا) ، اذ انه شكل مفاجأة مدويا للكل سواء للمناصرين للجيش أو للشعب السوداني بشكل عام او لمليشيا الدعم السريع نفسها .
وبرغم التوقعات بالقبض على كيكل أو هلاكه في ظل الخناق الذي اطبق عليه وإلفت على عنقه باحكام حيث تم حصاره في نطاق ضيق حينما تمدد الجيش بشكل كبير وواسع بولاية الجزيرة وامتد إلى ولاية سنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض خاصة بعد تحرير منطقة جبل موية حيث كانت تشكل عقبة كبيرة لتقدم الجيش .
فبرغم هذا التقدم وتضييق الخناق على قائد التمرد بولاية الجزيرة الا ان سرعة الاستسلام اصابت الكثيرين بالدهشة والمفاجأة المفرحة ، وبالطبع مفاجأة غير سارة لمساندي الدعم السريع.
وتضاربت التحليلات الاحاديث عن كيفية استسلام كيكل ، وذهب البعض إلى أنه مخطط واتفاق منذ بداية الحرب بين الجيش وكيكل ، وهذا بالطبع مستبعد، فلا يعقل ان يتم الاتفاق على هكذا جرائم طالت جل ولاية الجزيرة بما فيهم اهل وعشيرة كيكل نفسه .
وبعضهم من رأى انها خطة تكتيكية استخدمها الجيش باضعاف قوات المليشيا بمقتل قياداتها وتشتيت جنودها ومن ثم الانقضاض على من تبقى بها .
ومنهم من رأى انه تخطيط محكم لاستلام كيكل نفسه حيا وقد جرت مفاوضات كثيرة وعديدة الا ان تم الأمر، وأهمية استلام كيكل حيا تأتي من أنه يحمل أسرار مهمه عن قوات الدعم السريع المتمردة من المؤكد يستفيد منها الجيش في تكتيكاته وخططه بجانب ان كيكل لديه المعرفة الكاملة بمناطق الجزيرة وسنار واستسلام كيكل يعني تحرير كل تلك المناطق .
الشاهد في ذلك أن قيادة الدعم السريع سارعت باصدار توجيهات عاجلة لجنودها بضرورة الانسحاب الفوري من الجزيرة خوفا على قواتها والاستسلام للامر الواقع بان لا مكان لها بولاية الجزيرة.
استسلام كيكل يمثل قاصمة الظهر للمليشيا حيث شاع الاحباط واليأس وسط المليشيا وكل التسجيلات والفيديوهات المتداولة تشير أنهم فقدوا الأمل بل الكثيرون منهم اعلنوها صراحة بأنهم سيضعون السلاح ويتركوا ساحات القتال الى غير رجعة طالما ان كبير قادتهم استسلم وبعضهم هلك.
إذن نتوقع انهيار كامل قريبا ومزيد من الاستسلام لقادة آخرين خاصة وأن قائد الجيش الفريق البرهان جدد العفو عن كل من يستسلم ويضع السلاح وينضم إلى الجيش .
كما ظللنا نؤكد ان ساعة النصر قد حانت ، فإننا نقول ان النصر الكامل أصبح قاب قوسين أو أدنى.
