المقالات

د. سامية علي تكتب :الجزيرة الحمراء .. إلى متى

الخرطوم - تسامح نيوز

لا زالت قرى ومدن ولاية الجزيرة تنزف وبقوة ، وللأسف تحول اسمها من الجزيرة الخضراء إلى الجزيرة الحمراء !!

حيث كانت تتسم بالزراعة والخضرة والجمال فهي سلة غذاء السودان وكان العشم أن تكون سلة غذاء العالم ، وتحولت الان إلى الجزيرة الحمراء إذ ظلت تنزف دما لكثرة الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها مواطنيها من قبل مليشيا الدعم السريع .

سالت الدماء بغزارة جراء القتل المهين لإنسان الجزيرة المسالم المتصالح مع نفسه ومع الآخرين ، نقي السريرة والدواخل ، لم يسمع عن الكره والحقد والتشفي والانتقام

لا يعلم عن مفردات الحرب شيئا ، لكنه عايشها وكأنه كابوس حل عليه.
فكان الضحية .. ضحية مخطط كبير هدفه الأساسي تغيير السودان كليا ، انسانه ، ثقافته و ربما ديانته، ليأتي شعب اخر يحتل كل شئ ويستمتع بكل ما يوجد في السودان من خيرات وفيرة في باطن الأرض وخارجها.

وتقسم كيكة السودان لمن خطط ودبر ونفذ .
انسان الجزيرة هو الأكثر تضررا واجه هذا المخطط بصدر عاري لا يملك وسيلة للدفاع لذا فإنه اما مقتولا أو نازحا إلى المجهول ، ولا زال يواجه هذا المصير .

فالمليشيا اليوم ارتكبت جريمة بشعة بمنطقة الهلالية بشرق الجزيرة حيث حبست المواطنين بالمساجد قتلت ١٢ شخصا رميا بالرصاص واصابت ٣٠ آخرين وتوفي ١٠ أشخاص بالتسمم الجماعي بعد تناولهم وجبة غير صالحة.
وهاجمت المليشيا ايضا قرى اخرى ونكلت بموطنيها واجبرتهم على إخلاء المنطقة تماما.

اما ما حدث للنساء فحدث ولا حرج قصص تدمي القلب وصلت حد الانتحار حيث سجلت التقارير حالات عديدة لانتحار نساء وفتيات وصلن حد اليأس من الحياة نتيجة تعرضهن للانتهاكات المهينة.

كل ذلك يحدث على مسمع ومرأى المجتمع الدولي الذي يجب أن يسارع باصدار قرارات حاسمة توقف هذه الانتهاكات وتجرم مليشيا الدعم السريع وداعميها ، ولكن للأسف كل ما يصدر محض ادانات خجولة لا ترقى لحجم الجرائم والوضع الكارثي الذي يعيشه اهل الجزيرة.

وأعتقد ما يحدث يمثل نهاية للمليشيا حيث قضت القوات المسلحة على القوة الصلبة منها ، وما تبقى هو شتات يحاول أن يثبت انه موجود.
وبالمقابل نجد الجيش يتقدم واليوم تم الإعلان عن التقاء الجيشين النيل الأبيض وسنار بما يتيح فرصة أكبر لمحاصرة المليشيا ، وكذلك تقدمه نحو سنجة ومحاصرتها بعد أن سيطر الجيش اليوم على العديد من المناطق وربما يعلن عن سيطرة سنجة خلال ساعات بحسب المصادر.

العشم أن يحقق الجيش انتصارا كاسحا خاص في محور الجزيرة وبأعجل ما يكون لإنقاذ انسان الجزيرة الذي ذاق الأمرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى