د سامية علي تكتب: العقوبات الأمريكية.. الكيل بمكيالين!
د. سامية علي
تظل الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع السودان بمبدأ العصا والجزرة ، والذي تحول إلى اكثر من ذلك وأصبح بمنطق العقاب والوصاية خلال السنوات الأخيرة .
فمنذ التسعينيات تحاول امريكا تركيع السودان وعبر طرق مختلفة تارة تمارس العصا الغليظة وأخرى تمارس التلويح بالجزرة ، التي لم ينالها السودان إلى يومنا هذا .
وظل السودان يتلقى فقط العقوبات تلو الأخرى بطرق مختلفة ومتجددة، حيث ادرج في قائمة الدول الراعيةللارهاب وتلى ذلك عقوبات اقتصادية قاسية تضرر منها المواطن السوداني اكثر ، إلا انها جعلت السودان اكثر قوة ومنعة حيث اعتمد على موارده وإلتفت الى استخدامها فكان استخراج البترول ، وكان التوسع في الزراعة والاكتفاء الذاتي من كثير من المحاصيل الاستراتيجية والاستهلاكية التي كان يستوردها.
وتمددفي الطرق وتحسين البنيات التحتية وإنشاء المستشفيات وتوطين العلاج والتوسع في التعليم وإنشاء الجامعات .
وجاء العقاب الأمريكي بطرق أخرى حينما تأجج الصراع بجنوب السودان وزاد وتوسع حتى تم انفصال الجنوب وذهب ببتروله.
وإلتفت السودان إلى مورد آخر فكان التنقيب في الذهب ، حيث يتمتع السودان بمخزون واسع منه يكاد يغطي كل مناطقه ، وبالفعل بدأ يغطي ويسد الثقرة التي تركها نفط الجنوب وانتعش الاقتصاد وتطور وازدهرت الحياة في السودان ، إلا ان ذلك لم يدم طويلا حينما دخل السودان في صراعات كثيفة انتهت إلى ما آل اليه الحال الآن ، حرب كادت ان تمحي السودان من خارطة العالم.
وبينما الجيش يقاتل ويخوض معركة الحرب ببسالة وشجاعة وتفاني وقدرة فائقة أذهلت العالم ، حتى وصلت الحرب إلى نهاياتها ، جاءت امريكا بعقوباتها ألأخيرة وألصقت عليه تهماً هو ابعد ما يكون عنها .
إتهمته بانه يستخدم أسلحة كيماوية في حربه ضد المليشيا التي تمردت عليه وتمردت على الشعب السوداني بأسره ، بينما “امريكا ” تغض الطرف عن كل الجرائم التي ارتكبتها المليشيا بحق الشعب السوداني قتلاً وتنكيلاً وتهجيرا وإبادة جماعية ، انه الكيل بمكيالين، انه التجني والظلم ، انه الاستهداف لبلد يمتلك اضخم الثروات ولا يستطيع إستغلالها .
وما يستغرب له ان ذات الاتهام وجهته الإدارة الأمريكية في تسعينيات القرن الماضي حينما قصفت مصنع الشفاء للأدوية بتهمة انه ينتج اسلحة كيميائية بينما هو مصنع خاص لا علاقة له بالحكومة ، مصنع ينتج أدوية فقط.
ولاحقاً اعترفت الحكومة الأمريكية بأنها كانت مخطئة وان التقارير كانت غير دقيقة.
إذن هذا هو ديدن الحكومة الأمريكية تجاه السودان إتهام دون سند وعقوبات دون تبرير او منطق.
لذا يجب على الجيش والحكومة السودانية أن لا يلتفتوا لهذه العقوبات ، وليمضوا لتحرير السودان كاملا من المليشيا وإعمار السودان باستخدام مواردنا المهولة التي لم تستغل بعد ، وذلك بمعاونة الدول الصديقة والشقيقة مثل روسيا والصين وتركيا وقطر ومصر.
