المقالات

د سامية علي تكتب: القمة العربية وخيبة الأمل!!

متابعات -تسامح نيوز

د سامية علي تكتب: القمة العربية وخيبة الأمل!

د. سامية علي

عند ما اعلن العراق عن انعقاد قمة عربية ، تناقش القضايا الراهنة والتحديات التي تواجه الدول العربية والتعاون لأجل إيجاد حلول لها ، كان الأمل يحدو البعض من السودانيين أن تجد الأزمة السودانية حظا وافرا من النقاش والتقصي والتعاون والتضامن لأجل الوصول إلى حل حاسم للقضية السودانية .

الا أنه يبدو أن الأزمة السودانية تظل منسية ،وستظل لن تجد الاهتمام من الأشقاء أوالاصدقاء ، حيث مرت القمة العربية “مرور الكرام ” على ما يحدث في السودان ولم ينل حظا غير العبارات البراقة والبيانات التي تحمل عبارات التعاطف الاجوف ، التي لا تغني بلد منهك من حرب داخلية طاحنة جراء تآمر إقليمي ودولي.

د سامية علي تكتب: القمة العربية وخيبة الأمل!

ويبدو أن القادة بالحكومة السودانية قد استشعروا ضعف الاهتمام بالسودان ، لا سيما وأن الأجندة بالقمة لم تتضمن القضية السودانية، لذا فالبرهان اعتذر عن الحضور والمشاركة بالقمة ومثله عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر وألقى كلمة وصفت بأنها ناعمة شرحت تطورات الأوضاع بالسودان وتفاقم الأزمة، إلا أن ذلك لم يشفع له أن يجد الاهتمام الأكبر من القادة العرب غير بيانات التعاطف دون تضامن حقيقي فاعل.

بينما اهتم القادة العرب بشكل واضح لقضايا الدول العربية الأخرى التي تواجه ذات أزمات السودان ، مثل سوريا التي بدأت تتعافى ووجدت دعما كبيرا من ترامب خلال زيارته الخليجية وكذلك القضية الفلسطينية وجدت حظا أكبر.

وجاءت كلمات القادة العرب عن السودان عادية لم تتجاوز حدود التضامن الخجول ، حيث لم يتبنوا مبادرة جادة تنقذ السودان من حرب طاحنة كادت ان تمحوه من خارطة العالم ، مبادرة تضغط على الإمارات لإيقاف دعمها المستمر للمليشيا والكل يعلم ان بهذه الخطوة ستتوقف الحرب في السودان ، وكل الأسانيد والبراهين اثبتت ذلك إلا أنهم يغضوا الطرف عنها ، بل لم يشيروا في بياناتهم إلى الدور الواضح الذي تلعبه الإمارات في إشعال حرب السودان .

د سامية علي تكتب: القمة العربية وخيبة الأمل!
تسامح نيوز-موقع اخباري سوداني

كذلك غاب في بيانها الختامي أي مبادرة اقتصادية لدعم السودان وقد فقد الكثير خلال التدمير الممنهج الذي مارسته المليشيا على كل مؤسساته ومصانعه وبنيّاته التحتية وكل قطاعاته الصحية والاقتصادية.

السودان الآن يواجه حربه بمفرده لم يجد من يسانده إقليمياً أو دولياً ، بينما الأزمة السودانية بالطبع ليست محلية بل ستؤثر تداعياتها على مستويات إقليمية وربما دولية ان لم يتداركها الجميع ، فأهمية ان يخرج قادة العرب من دائرة التردد والتحفظ الى دائرة الفعل تصبح امراً مطلوباً وإلا فالحريق سيستمر لن ينجو منه حتى تلك الدول القادرة على الفعل الآن!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى