المقالات

د.سامية علي تكتب: تحرير مدني بداية النصر الكامل !!

الخرطوم _ تسامح نيوز

منذ الأمس يعيش السودان والدول المتضامنة فرحة غامرة لا تحدها حدود بعودة الحبيبة مدني إلى حضن الوطن ، بعد انتزعتها المليشيا المتمردة الإرهابية لاكثر من عام وفعلت فيها ما لم يفعله اليهود في غزة وفي كل فلسطين منذ أن اعتدوا عليها واستوطنوا في العام 1948 ، لم يفعل هؤلاء اليهود كما فعلت مليشيا آل دقلو بمواطني اهل الجزيرة الأبرياء المسالمين.

وحق لكل سوداني أن يفرح بهذا النصر الذي انتظره طويلا وهو يكتم أنفاسه ويحبس سيل دموع كلما اعتدى الاوباش “النجوس” على قرية ونكلوا بمواطنيها واستباحوا نساءها وفتياتها وحطموا احلام شبابها .

عادت مدني الجريحة حينما اهانها الاوباش ودمروا كل ما ينبض بالحياة والحيوية، دمروا المصانع والمتاجر والمزارع ، دمروا أكبر مشروع زراعي في أفريقيا الذي لا يغذي السودان فحسب بل يفيض للدول المجاورة ، وهنا كان المقصد ضرب السودان في اقتصاده إذ تمثل مدني القلب النابض للاقتصاد السوداني .

وكان واضحا التوقيت الذي تمت فيه السيطرة على مدني ، حدث ذلك حينما أعلنت الحكومة السودانية أن مدني ستكون العاصمة الاقتصادية وبدأت تنتقل المصانع والبنوك والمؤسسات الاقتصادية وذلك لموقعها الاستراتيجي فهي تقع في وسط السودان تربط بين النيل الأزرق وسنار جنوبا والقضارف وكسلا شرقا والنيل الأبيض وكردفان غربا ونهر النيل والخرطوم والشمالية شمالا وهذه الولايات يستطيع إنتاجها ان يصل لمدني بسهولة وبالتالي يمكن تحويله إلى منتجات صناعية حينما تقام المصانع هناك.

لذا كان القرار أن تكون عاصمة اقتصادية ، كما أنها كانت تضم أكبر مستودع للوقود يغذي الولايات الأخرى بعد خروج الخرطوم عن الخدمة.

لذا سارعت قوات الدعم السريع المتمردة بالهجوم والسيطرة عليها لتعطيل الاقتصاد السوداني حيث قامت بتدمير ممنهج للمصانع ومشروع الجزيرة.

هذا بجانب أهمية موقعها فيما يخص المعركة عسكريًا وهي تقع بين خمس ولايات استطاعت المليشيا أن تقطع الطريق أمام تقدم الجيش بعد سيطرتها على مدني ، ومن ثم سيطرت على مناطق أخرى في سنار والحصاحيصا والنيل الأزرق وتمددت في قرى الجزيرة.

لذا فإن استعادة السيطرة على مدني تمثل ضربة موجعة لقوات الدعم السريع المتمردة وستحدث تحولا كبيرا في مسرح العمليات العسكرية، ومن المؤكد انها ستمهد الطريق الى تحرير الخرطوم تماما من المليشيا كما أعلن ذلك الكباشي في خطابه اليوم من مدني وكذلك أعلن عقار امس أن تحرير الخرطوم قريبا.

لذا نجد ( البكاء والعويل) كان سيد الموقف وسط قوات الدعم السريع بدءا من قائدها الهالك حميدتي الذي ظهر منهزما في خطابه الأخير، ومرورا بالقيادات الأخرى وقد تسربت احاديثهم وهم يتلاومون في التفريط بتحرير مدني، وانتهاءا بالجنود الذين هربوا تاركين اسلحتهم وعتادهم.

إذن بشارات النصر الكامل ستلوح في الافق قريبا وستكتمل فرحة الشعب السوداني بتحرير كل السودان من دنس مليشيا الدعم السريع الإرهابية والى زوال إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى