
د سامية علي تكتب: حدث آت.. ربما الأكبر!
د. سامية علي.
تلاحظ خلال اليومين الماضيين خفوت جذوة الاخبار الساخنة من المعارك العسكرية التي وصلت أوجها بانتصارات كاسحة وساحقة يحققها كل يوم الجيش السوداني في مرمى المليشيا المنهزمة والمنكسرة التي ولت الدبر هاربة تاركة ساحة القتال لطرف واحد.
هذا الطرف بالطبع الجيش والذي لم يعد يجتهد كثيرا في اقتحام الكثير والعديد من المناطق التي كانت تحتلها المليشيا ، ذلك اما بهروب المليشيا او باستسلامها هي في حالة انهزامية لا تحسد عليها.

تراجع الاخبار العسكرية مرده ربما لسببين أولهما ذلك التنبه الذي اصدره الناطق الرسمي للقوات المسلحة والذي اكد فيه عدم تناول أخبار المعارك ونسبها لمصدر عسكري او غيره دون ان تصدر عن جهة رسمية، وفي الغالب لا تصدر مثل هذه الاخبار رسميا إلا نادرا ، لذا تعتمد معظم الوسائط الإعلامية على التسريبات والمصادر.
وربما قصدت الجهات الرسمية عدم تتابع الاخبار من داخل المعارك حتى لا تكشف سير العمليات العسكرية وخطتها ، او ربما لأجل مفاجأة ” مفرحة” تود أن تقدمها القيادة العسكرية للشعب السوداني بتحرير كل الخرطوم وربما الجزيرة – وقد قطعت شوطا كبيرا في هذا المنحى-
ارادت ان تقدم القيادة العسكرية هدية لهذا الشعب الصامد الصابر المحتسب ، لذا فقد قصدت ان تحجب تلك المعلومات من ميدان القتال لتصل إلى آخر معقل للمليشيا وتحرره ليكتمل النصر الشامل وتعلن القيادة العسكرية المفاجأة السارة.

هكذا توقع المتفائلون.. الحالمون والطامعون في سودان خالي من التمرد ، وليس ذلك ببعيد وكل المعطيات على الواقع تقول بذلك .
أما السبب الثاني، فيرى المتشائمون عكس ذلك، فهؤلاء يرون ان خطاب البرهان الذي احدث جدلا واسعا في كل الأوساط السياسية والمجتمعية والحزبية بين مؤيد وشامت وبين ساخط ناقد وناغم وبين محايد حذر ، كل ذلك جعل الناس ينشغلون بالخطاب وما بين السطور والمغزى والمرمى والأهداف والتوقيت .
وتركوا متابعة احداث المعركة وهذه ربما واحدة من المرامي التي قصد بها صرف الناس عن المعركة الأساسية لحدث آت ربما هو الأكبر والأضخم .. ربما .. ننتظر !!