
د سامية علي تكتب: حمى الضنك.. الحقيقة الغائبة!!
د. سامية علي
تزداد الإصابات بحمى الضنك بصورة مزعجة وبمتوالية هندسية مخيفة ومرعبة، لا سيما في ولاية الخرطوم، فلا يكاد يمر وقت قصير حتى تسمع بوفيات بهذا الداء اللعين .
والأخطر من ذلك معاناة المرضى لعدم توفر الأدوية على بساطتها، اذ انها لا تتعدى المحاليل الوريدية وبعض الأدوية الخفيفة، ومع تزايد انتشار المرض ، تقل وتتضاءل كميات الأدوية المتوفرة بما يزيد من عدد الوفيات ، وقد تفقد الأسرة اثنين أو ثلاثة من أفرادها في يوم واحد.
وبينما تؤكد الجهات الرسمية بدءً من المجلس السيادي ومروراً بوزارة الصحة وإنتهاءً بالمسؤولين بالمستشفيات بتوفر الأدوية والمحاليل ومجاناً للمرضى، نشاهد ونعايش صورة مغايرة تماماً ، فالمرضى يواجهون الموت ليس لعدم القدرة المالية على الحصول على العلاج، بل لعدم توفر الأدوية،فالكثير منهم يصلون المستشفيات ويصطدمون بعبارة “لا يتوفر لدينا الدواء ، وعليكم الذهاب الى مستشفى آخر ربما تجدونه “!!

فيظل المريض وذويه في حالة بحث عن الدواء من مستشفى لآخر إلى ان يلفظ المريض انفاسه الأخيرة!!
وشاهدنا صفوفا من المواطنين يبحثون عن الدربات ينقذون بها حياة مرضاهم ،الكثير منهم يعودون اليهم “بخفي حنين” والحسرة تعلو وجههم ، وربما يجدون مرضاهم قد فارقوا الحياة.
وبين تأكيدات المسؤولين بتوفر العلاج وبين هذا الواقع الذي يعيشه المرضى تضيع الحقيقة !
واضح ان وجود طرف ثالث هو اللاعب الأساسي في هذه القضية، وهم “سماسرة ” الأزمات الذين يستغلون حاجة المواطن اسوأ استغلال دون ان يغمض لهم جفن ، وان كانت هذه الحاجة تصل حد “الحياة او الموت ” لا يهم ، المهم لديهم التكسب المادي السريع، او ربما أغراض أخرى هدفها إشاعة اجواء غير مستقرة أو غير صحية لزعزعة استقرار مواطني ولاية الخرطوم الذين بدأوا يعودون بكثافة إلى ديارهم.

واضح ان هذه الأدوية تسربت لهؤلاء السماسرة عبر ضعاف النفوس الذين يتاجرون بأرواح الناس دون رحمة أو شفقة، ومؤكد أن من بين هؤلاء الذين تتوفر لديهم الأدوية ، وبدلا من توزيعها للمستشفيات، تذهب إلى جهات أخرى تتاجر وتسمسر بارواح الناس !!
فعلى الجهات المختصة والأجهزة الامنية تتبع هذه الشبكة الخطيرة بدقة وكشفها بل وفضحها على الملأ ، لأنهم تسببوا في وفاة آلاف البشر ، فهلا فعلتم لإنقاذ ما تبقى من مواطني الخرطوم!!





