د سامية علي تكتب: رمزية وعمق انتصارات الجيش
د. سامية علي.
الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة مؤخراً لم تكن كأي انتصار، هي انتصارات لها دلالاتها ورمزيتها واهميتها العميقة جعلت كل العالم يتجه بكلياته نحو السودان ، وأفردت القنوات العالمية مساحات واسعة ومقدرة لتغطية الحدث ، حتى تلك التي تناصب العداء للسودان وجيشه الباسل ولا تخفي ذلك في لقاءاتها للمحللين ومتابعاتها للأحداث في السودان.
ولكن حدث تحرير القصر الجمهوري وما تبعه من تحرير لوسط الخرطوم اجبر وسائل الإعلام العالمية ان تغطي الحدث وتبرز شجاعة وبسالة وعظم قدرات الجيش السوداني ومهاراته القتاليّة التي ادهشت العالم بأسره وهو يقدم المفاجآت تلو الأخرى .
تحرير القصر لم يكن بالأمر ” الساهل والهين” فقد شاركت في احتلاله مليشيات سبع دول وكان الإصرار على التمسك به سيد الموقف وهم على يقين تام ان تحريره ضرب من المستحيل حتى قائدهم الهالك خرج في خطابه يؤكد ويجزم ويقسم ان قواته لن تخرج من الخرطوم ومن القصر على وجه الخصوص.
بل ان الأمر ذهب لأكثر من ذلك حيث خططت قيادة الدعم السريع ومن يساندها من القوى السياسية التي تحلم بان تكًون حكومة موازية خططت بان ابتعثت شخصية ( مهمة) إلى القصر ليذيع بيان تكوين الحكومة !
يا للعجب كيف قادهم تفكيرهم لهذا في هذا التوقيت والجيش احكم حصاره بدقة متناهية على القصر ، هل هي استهانة بقدرات الجيش الذي هزمهم في اول يوم حرب وقد اعدوا العدة لاستلام الخرطوم والسودان خلال سويعات ؟
أم هي قفزة في الظلام وهم يقدمون على تنفيذ خطة تحمل الفشل بين طياتها ؟
أم هو قصر نظر وسوء تقدير يشبه ضعف قدراتهم التي جبلوا عليها وظلت تلازمهم في كل خطواتهم ومخططاتهم؟
عموما الجيش عبر وانتصر ( ليس بذات المعنى القمئ الذي ظل يردده ذاك الحمدوك) انتصر الجيش انتصاراً حقيقيا مدهشا وعبر نحو تخطي كل العقبات والمتاريس التي خططت لها 17 دولة ، الجيش عبر نحو التحرير الكامل من شرازم المليشيات الارهابية، الجيش عبر نحو رسم مستقبل عظيم ناضر زاهر مرتقي للسودان .
صحيح ان الجيش قد مهر هذا الانتصار بدم شهداء من أميز ضباط وجنود القوات المسلحة ومن اشجع المستنفرين من الكتائب التي انضمت تقاتل إلى جنب الجيش السوداني، كما ان الشعب السوداني فقد الكثير سواء شهداء بسبب الاعتداء الغاشم من المليشيا أو بفقد الممتلكات ام بالتهجير والنزوح ، إلا ان الصحيح ايضاً ان الجيش سجل مواقف بطولية ستكتب بأحرف من نور وسيخلدها التاريخ على مر الحقب والأزمان وسيعود السودان قويا منيعا ناهضا عصيا على أي استهداف أو تآمر بإذن الله.
