د سامية علي تكتب: محكمة العدل.. انتصار السودان!
د. سامية علي
وجدت خطوة تقديم الحكومة السودانية شكوى ضد حكومة الإمارات بمحكمة العدل الدولية بلاهاي استحساناً كبيراً في الأوساط السودانية.
إذ ان هذه الخطوة تمثل املاً في الاقتصاص من الإمارات التي تسببت في تهجير الشعب السوداني واذلاله وفقده لممتلكاته بل فقد الكثير من الأرواح العزيزة الغالية بسبب دعمها اللامحدود لمليشيا آل دقلو المتمردة الارهابية .
وأكثر ما أثلج الصدور واشاع الغبطة والفرحة في نفوس الشعب السوداني ما قدمه وفد السودان عبر تقرير ضافي شامل يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ضلوع دولة الإمارات في دعمها للمليشيا بما جعل المحكمة تؤكد أن الحيثيات كافية ، بما أظهر الإمارات في موقف ضعيف لم يستطع مندوبها الطعن في الشكوى ، فقط اطلق عبارات تهاجم حكومة السودان واتهامها بتلفيق التهم .
كذلك مما اربك موقفها انها قدمت دفاعها بوثيقتين مختلفيين في الترجمة والمعنى بما جعل المحكمة تطلب ضرورة توضيح رؤيتها وإزالة اللبس ، وكذلك عمدت إلى اتهام المحكمة نفسها بعدم احقيتها للنظر في هذه القضية ولم تستطع تقديم حجج مقنعة تعترض بها على حيثيات ما ورد بشكوى السودان ودحض الأدلة والبراهين، بما يشير إلى ضعف موقفها وتورطها في القضية.
فالامارات الآن في موقف حرج وقد انكشفت كل الأقنعة الزائفة وازيلت مساحيق التجميل التي تحاول تغطي بها قبحها وسواءاتها أمام العالم وهي الآن في قفص الاتهام بما يظهر السودان في الموقف الأقوى.
لذا من المتوقع أن تبحث الإمارات عن مخرج ينقذها من هذا المأذق وتلجأ لاساليبها التي من المعتاد أن تفعلها في مثل هكذا مواقف أن ترتشي دولا وتغدق المال عليهم ليفعلوا ما فعلته بريطانيا خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بتعطيلها لقرار إدانة الإمارات حينما قدم السودان شكواه للمجلس .
متوقع ان تفعل الإمارات أيضا وتستغل بعض الدول ليلعبوا دورا في تعطيل القرار أو تخفيفه، ولكن هذا لن يثني السودان في مسعاه لادانة الإمارات ولو صعدت الأمر إلى محكمة الجنايات الدولية لا سيما انها تستطيع تنفيذ قراراتها عبر مجلس الأمن الدولي والذي تغيرت رئاسته للجزائر وهى دولة صديقة للسودان.
وغض الطرف عن مآلات ما سيحدث في محكمة العدل وأن سعت الإمارات لتعطيله ، فإن ماتم يعتبر إنتصار للسودان وفاتحة خير لإنتزاع الحقوق.
