
كثر الحديث هذه الأيام وبصورة مزعجة وملفتة عن تأخر تحرير الجزيرة وحاضرتها وقراها ، ومنهم من ينتقد بصورة فجة لا يخلو من تجني واساءة للجيش وقواته المسلحة حامي حمى البلاد والعباد، ومنهم من اساء الظن بل قدح في كفاءة قيادة الجيش علنا .
وفي ظني بل من المؤكد أن قيادة الجيش تسهر الليالي ولا يغمض لها جفن لأجل أن تنتصر معركة الكرامة وينجلي شبح المليشيا الإرهابية التي روعت العباد ودنست البلاد.
والإساءة أيضا لحقت الضباط والجنود الذين ما فتئوا يحدثون أنفسهم بنصر مؤزر يعيد للشعب كرامته وللسودان عزته وشموخه، وظلت أيديهم تمسك بالزناد طوال عشرة أشهر ونيف تركوا ملذات الحياة والعيش في كنف الأسرة فقط همهم الوطن اولا وأخيرا.
صحيح أن أهل الجزيرة وقراها ذاقوا الأمرين جراء استباحة المليشيا الإرهابية لاراضيهم واعراضهم واخرجوهم من ديارهم اذلة صاغرين، اغتصبوا حرائرهم واذلوا رجالهم ونبهوا كل مقتنياتهم .
ذاغوا ويلات الحرب كما ذاقها انسان الخرطوم والجنينة ونيالا وكثير من مدن دارفور .
وصحيح أيضا من واجب الجيش والقوات النظامية الأخرى أن يتصدوا ويسرعوا الخطى لحماية انسان ولاية الجزيرة وانقاذه من افاعيل المليشيا التي لا يقبلها عقل ولا يحتملها قلب.
لكن الصحيح أيضا أن لكل معركة عسكرية تقديراتها والتي لا يعلم تفاصيلها الا ذوي الشأن والاختصاص ، فبالطبع لن يفصحوا عنها للكل لأنها خطط سرية يجب أن لا يعلمها العدو .
ومن المؤكد أن قيادة الجيش تعمل وفق خطط وتقديرات لصالح المعركة فقط ، ودونكم الانتصارات التي حدثت بالخرطوم وفي أمدرمان تحديدا وأصبح الانتصار الكامل قاب قوسين او ادنى ، وقبلها ملأ هؤلاء الساحة ضجيجا وتشكيكا في قيادة الجيش وضباطه وحينما حدثت الانتصارات كان الاحتفاء والاحتفال والاطراء على قيادة الجيش وكأنهم بالأمس لم ينتقدوا.
فياليت هؤلاء أن يتريثوا قليلا قبل دلق انتقاداتهم وتجريحهم للجيش ، ويجب ان لا ينساقوا وراء من يقدحون في كفاءة الجيش وقدرته على الانتصار ودحر المليشيا، فلهؤلاء اجندتهم الخبيثة الدنيئة، هدفها الأول والأخير شق صف القوات المسلحة وفك طوق إلتفاف الشعب من حول جيشه.