د.سامية علي :فشل جنيف نجاح للإرادة الشعبية
فاجأ وزير المعادن بشير ابو نمو رئيس وفد الحكومة السودانية في محادثات جدة ، فاجأ الجميع حينما اعلن عبر منصة إكس تويتر عن فشل المحادثات التشاورية بين الحكومة السودانية وأمريكا بجدة وأعلن انتهاء المشاورات من غير الاتفاق على مشاركة الوفد السوداني في مفاوضات جنيف، إلا أنه ترك حسم الأمر لقيادة الحكومة السودانية بالمشاركة أو المقاطعة.
برغم مفاجأة القرار الا ان الشعب السوداني كان أكثر سعادة وغبطة كون أن الموقف عبر عنه تماما ووقع الخبر بردا وسلاما .
فالشعب السوداني غير راضي أن تجلس قيادة الحكومة مع من قتل وهجر وسفك واعتدى على ممتلكات المواطن واعتدى على حرائره، ليوقع اتفاقا معه .
ومن الواضح أن الوفد الأمريكي أراد أن يضغط على تمرير اجندته باشراك الإمارات كطرف في مفاوضات جنيف ومن المؤكد ان الوفد رفض ذلك باعتبار ان الامارات هي الراعي والممول للدعم السريع في حربه على السودان ، بجانب تمسكه بأن الوفد المفاوض يمثل الحكومة وليس الجيش .
كما أراد الوفد الأمريكي أن تكون جنيف منبر جديدا ليس له علاقة بما تم باتفاق جدة ليتنصلوا عن بند خروج المليشيا من المنازل والاعيان المدنية ، إلا أن الوفد السوداني قطع عليهم هذا الطريق الذي يريدوا أن يصلوا به إلى اهدافهم ومراميهم.
فالوفد قرر إنهاء المحادثات دون توصل إلى اتفاق من منطلق أساسيات متفق عليها لا يمكن التراجع عنها وقد ظلت القيادة بالحكومة السودانية تكررها في كل المنابر وهي لا تفاوض دون تنفيذ مقررات جدة ولا تفاوض دون الاعتراف تمثيل الوفد للحكومة السودانية وليس الجيش ..ولا تفاوض بمشاركة الإمارات والاتحاد الأفريقي ..ولن يقبلوا بمنبر جديد ما لم يكن على مؤسسا على مخرجات جدة.
إذن فالمتوقع أن يصدر بيان رسمي من الحكومة السودانية بالتأكيد على ما وصل إليه وفد محادثات جدة بأن لا مشاركة في مفاوضات جنيف، وكان قد اشترط البرهان في محادثته مع وزير الخارجية الأمريكي بأن القبول بجنيف يتوقف على ما يخرج منه إجتماع جدة.
وسيجد هذا القرار سندا قويا من الشعب السوداني، والذي ظل مساندا وملتفا حول الجيش منذ اندلاع الحرب في أبريل العام الماضي، ففشل جنيف بالطبع يعني نجاح للارادة الشعبية.
عاليه كتبته امس في كلمة عدد ال BDF لصحيفة تسامح نيوز الالكترونية.. وكما توقعت صدر بيان رسمي من الحكومة السودانية أمن على ما وصل إليه الوفد المشارك في مشاورات جدة، وبرغم أنه ترك الباب مواربا للمشاركة في جنيف الا انه تمسك بأنه لا تفاوض ما لم تنفذ الشروط التى وضعتها الحكومة السودانية.
