د.سلوى حسن صديق تكتب: تمشيط الصفحات

الخرطوم تسامح نيوز
شقيقي مزمل باغتته الحرب اللعينة وهو خارج البلد ضيفا علي ابنه..عاش عبرنا تفاصيل الايام الاولي ومشينا معا كل الخطاوى الممكنةوالمستحيلة لتطمينه هو وشعبنا بالخارج..ولكن هيهات فقد غطي الفضاء الاسفيري علي كل المعرفة الحقيقية وبتنا جميعا مكشوفي الايدى والظهور مع كثافة النيران والتغطيات غير الصديقة للقنوات الاعلامية المبرمجة سلفا.. وما بين نحن وهم خرجت علينا في سرعة البرق الدعوات اياها..ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب .
الشعارات المخذلة للجيش وعبر ذات الغرف تعايشنا للحظات مع نداء لا للحرب..ذلكم الشعار الحق الذي اريد به باطلا. ثم تلاه في زمن قياسي شعار حرب الجنرالين مع تلك الصورة الخبيثة التي تكاد تقطر دما لقائد قواتنا خلف كل تغطية لمجريات الاحداث..ثم اردفوابالعبارة المعروفة التي يرددها اي جنجويدي ما اتيحت له الفرصةفي كل مكان وزمان حتي وهو يصوب سلاحه كانما هي انجيلهم..و بعد المدخل ماشين وو وين مباشرة تنداح مقولته مخاطبا الضحيةانت كيزان ولا عسكر.
خلال هذا الزخم الموجه هاتفني شقيقي ذات يوم ضاغطا علي عباراته قائلا اليوم الحمد الله مشطت صفحتي..يعني صفحته علي منصة الفيسبووك قاصدا انه ازال الكثيريين..بدات اراجعه الا يخسر صديقا ولا عدوا خاصة ان كانت العلاقات بحجم نادي بري كوريا وما ادراكما.
ولكنه فأجأتي بقوله لا احب اللون الرمادي..اما ابيض او اسود علي طريقة عادل امام ..ثم اردف كل من قال لا للحرب شخص غير مرغوب فيه علي صفحتي
..حينها ادركت انه لا محالة فاعل.
بعد هذا الموقف علمت ان الكثيرين قد ضحوا من اجل الوطن وانهم ادركوا مثله ان اللون الرمادي الذي غطي سماءنا هو الذي قادنا الي هذه المحرقة وهذا الفقد وهو من اوردنا مورد الهلاك..جل من مشط صفحاته ادرك ان المستهدف هو اناوانت وهم والسودان برمته ثم ماذا وقد ادرك شهريار الصباح.
وادركت كذلك مع الايام ان تمشيط الصفحات لا يقل اثرا عن تمشيط الاحياء والاماكن وان النصرة التي يحتاجها جيشنا هي الزاد الذي يملأه يقينا بالانتصار.. او ليس هو جيش البلاد الرسمي فلم التواطؤ والخذلان.
ثم عرف الجميع من يطلق هذه الشعارات ووضعوهم في قوالبهم المناسبة..اما انهم مؤدلجون اصحاب افكار وهذه تصل الي اقصي درجات العمالة..او انهم مسطحون والتسطيح في عاميتنا هو الانقياد الاعمي بلا معرفة.
الاان وقد فطن الجميع وعلموا قيمة ان يكون للانسان موقف ولكن للاسف فقد تعلمتا ذلك علي حساب ارواحنا والشقي من اتعظ بنفسه لا بغيره…ولكنها فرصة نعود فيها وواجب الاوطان داعينا
وهي سانحة نحي فيها شباب السودان من الجنسين وقد ملأوا صفحاتهم وحالاتهم بشعارات جيشهم جيش السودان وجلالاته.. بصور شهدائه والمتطوعين من اصدقائهم و زملأئهم.
عرفوا جيدا ان من يفديهم بالروح والدم هو من يستحق البقاء..لا من يخدعهم بشعارات جوفاء..الاان حصص الحق وعرف شباب السودان موطأ اقدامهم.. هنيئا لهم هذا الانتصار والانتماء الجميل ..فالله ثم الوطن سيظل شعارهم الخالد يرفعه الجميع علي صدر منصاتهم ويموتون في سبيله متي ما نادي منادي الفداء