المقالات

د. سلوي حسن صديق:وحشتني الابتسامة

الخرطوم _ تسامح نيوز

الفراق كله مر و حار كقطعة جمر .

ولكن اقساه حينما يأتي نتيجة ظلم .

كحالنا الذي نعيشه ونكتوي به ليل نهار .

لا نقول ذلك شكوي فالابتلاءات ضيوف واقدار الله نافذة .

لكنها النفس وماجبلت عليه من الذكري والحنين كما كتب من قبل السفير الخضر هارون .

تنتاشك تفاصيل الفراق و سهامه بلا استئذان ولارفق ، فتنهشك الامها المبرحة لتهزمك دموعا سخية ، وحاشا لله ان نجزع فالامر له من قبل ومن بعد .

فارقتني ابنتي الصغري او ( الحتالة ) كما يحلو لنا في دارجيتنا لتكمل جامعتها مع بقية الرصفاء بجامعةمامون حميدة الشهيرة .

ولكنها الحتالة وما ادراكما.. حيث تجتمع خلاصة تجارب الكبار في شخصها فتصبح متفردة تجمع مع الظرف الدهاء والحب لتصبح محور الالتفاف الاسري فتحلو بها ومعها الحياة .

هذه صفات غالب ( الحتالات ) ربما يتفق البعض معي او يختلف ولكني تأملت ذات الشخصية في اخي الاصغر ( مصطفي ) وفي كل من يطلق عليه وصف

( الحتالة ) حقا هو موضع الحب والجمال.

اكثر مايؤلمني هذه الايام حينما اهاتف ابنتي لاسألها عن يومها فتجيبني في حزن..

( زي امبارح..)

حينها اتحاشي كاميرا الهاتف لاكفكف عنها دمعة اوسرحة فيما مضي اتذكرها وهي تعود الي الببت نهاية كل يوم جامعي .

اتذكر تلك الحيوية والافكار والافعال التي لاتستطيع ان تغمض عينيك عنها او ان تتناساها ..تجبرهن تفاصيل الحياة الدابة والوصل الجميل والعلاقات الرائعة علي المشاركة وكذا شأن الكبار والصغار في سودان الجمال.

لاتستطيع معها وزميلاتها ان تتنبأ باليوم التالي فكل ساعة تضج الحياة من حولهن بفعل ما .

هناك لمة، وهنا خطوبة، وذاك زميل توفي قريب له وليس لديه اخوات او شقيقات فعلي الزميلات ان يملأن الفراغ و يقمن بالدور، وهكذا تمر الايام كأنها ثواني .

كل يوم قبل حضورها للبيت اعد الخطة الكلامية للهرشة المناسبة كدور حتمي من ادوار الام نتيجة المخالفات المتكررة كما نتخيل نحن الكبار ولكن سرعان ما يتلاشي كل شئ.. فتهزمني تلك الابتسامة الماكرة والعبارة الشهيرة ( ياحجة ما تكبري المواضيع ) …

ثم نعقب ذلك بضحكة وضمة .

ياحليل ايامكن يا احبتي في سودان الجمال ..

اتذكر كثيرا ياشدون حينما تات انت وزميلاتك نهاية يوم ملئ بالبهجة والتفاؤل . كيف ينتشر الفرح في الارجاء كأنه كما تقلن انتن ( قفة فرح )

تعلو الضحكات مع صحن الاندمي الحار رغم جمال البامية

المفروكة و مع مناكفتي الحلوة لكن ان تأكلوها ثم الابتسامة الماكرة مرة اخري.. ( الموضوع بسيط ياحجة )

وهكذا تتجدد اللحظات.

نتمناكم بخير اينما حللتم فانتم الزاد والذخر لسودان الغد القادم باذن الله.

ولكن وحشتني الابتسامة ارددها مع المبدع عثمان حسين والرائعة اسرار بابكر والشاعر الملهم السرالدوليب

( مسامحك يا حبيبي مهما قسيت علي

قلبك عارفو ابيض

وكلك حسن نية

وحشتني الابتسامة.

.وحشتني الابتسامة )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى