في إطار تنفيذ المخطط الأمريكي الخاص بتفكيك ثورة الإنقاذ الوطني حان وقت إنفاذ جند شق الصف الحاكم بحلول منتصف سنة ١٩٩٨ .. فزادت وتيرة التحدث عن أهمية تجديد القيادة الإسلامية وسط مجموعة العميل فلان بدعوى اعطاء فرص للقيادات الشابة.. ملكت المخابرات المصرية العميل فلان الذي كان يتولى منصبا أمنيا وسياسيا رفيعا ليس له بأهل . ملكته مخطط شق الصف الحاكم فيما عرف بمذكرة العشرة اللقيطة.. ورشحوا له قيادات لها استعداد نفسي للإطاحة ب د. ترابي من قيادة الحركة الإسلامية ووجهوه بالاتصال بهم سرا واقناعهم بالتوقيع على المذكرة .. كان من بين المرشحين المغبون لاقالته من منصب رفيع والمتطلع للجلوس على كرسي أكبر منه والمغرر به ( كيس نايلو والهواء شايلو) ومن حامت حوله شبهات أمنية أو جنائية.. ولكن أكثر الناس لايعلمون.
قدمت المذكرة ليلا بشكل مفاجئ في اجتماع على مستوى عال من قيادات الحزب الحاكم يوم ٢٢ أغسطس ٢٠٢٢ فغضب د. ترابي الذي كان يثق في مساعديه ويلتَمس فيهم الوفاء.
صبيحة اليوم التالي زار الرئيس البشير رئاسة جهاز الأمن وخاطب الضباط مطمئنا بعدم حدوث شئ ( كعب) مكروه. . وهو يقصد ضمان سلامة د. ترابي.. وكان البشير يتحدث وهو يضحك ففههم الحضور أن الأمر مسرحية.
ثم حضر مرة أخرى لمخاطبة الضباط والأفراد فواجهه البعض بنقد شديد لكنه لم يتخذ إجراء تجاههم.
ثم كانت مخاطبته لقيادات الحزب بالمركز العام ( النادي الكاثوليكي سابقا).. فهرعت ضمن مجموعة من الضباط للاستماع للخطاب الذي أعلن عنه فجأة.. كنا تقف خارج الصالة وهي عبارة عن جملون كبير مشيد بالزنك.. صعد البشير على المنصة وبدأ يتحدث ارتجالا عن أن تجديد القيادة سنة كونية ماضية وان الأمور ستسير على مايرام.. فجأة صعد إلى المنصة المقدم بالأمن الداخلي / صلاح صاغة ووقف إلى جوار البشير وأخذ منه مكبر الصوت وخاطبه قائلا : اخي الرئيس عمر من تراهم يجسلون أمامك واشآر بيده نحو قيادات المؤتمر الوطني .. هؤلاء منافقون .. ثم نزل.. كنا نتوقع إقالته فورا لكن الله قلده رتبة فريق .
ولطالما أسر البشير إلى خاصته من الضباط بأنه محاط بالماسونية.
وكنت قد قلت ل د. ترابي في صالون منزله بالمنشية منفردا : أن مجلس شوراك أشبه بالكنيست الإسرائيلي.. لهذا وغيره كان عازما على مغادرة السلطة وفي معيته من يثق..
اواصل بحول الله.
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الأحد ١١ ديسمبر ٢٠٢٢.
