
منذ ميلاد بوليس السودان في العام ١٨٢١ حرصت حكومة المستعمر على تجنيد وزرع عناصر سرية تراقب خفايا مجتمعه ومدى ولائه لها وسلامته من الاختراقات الداخلية والخارجية.
كذلك فعلت حكومة الخليفة عبد الله التي فرضت رقابة سرية على القوات النظامية والأمراء خشية الاختراق وقياس مستوى الإخلاص والولاء.
واستمر المستعمر البريطاني على ذات المنوال وعززه بالانضمام لنادي الروتاري .. واختراق البوليس والإدارة لم يكتشف أمره الا بعد أقدام المستعمر على اختراق قلم مخابرات البوليس ( الفرع المخصوص) .. ومنذ سنة ١٩٥٢ عملت سلطات المستعمر على تسليم عيونها وعملائها في البوليس والاداره والفرع المخصوص إلى المخابرات الأمريكية.. وقبيل الجلاء عمل على ترقيتهم استثناء .
استطاع الفرع لمخصوص ضبط مساعد الوكيل الدائم لشؤون الأمن متلبسا بجريمة اخفاء جاسوسة هولندية في منزله.. وكشف اهداء السفارة الأمريكية اثاثتها لضابط بالفرع المخصوص بصورة راتبة كل عام.. وذات الضابط هو من أصدر تعليماته لقوات الشرطة بإطلاق النار على داخلية طلاب جامعة الخرطوم في العام ١٩٦٤.. فكانت ثورة أكتوبر المخططة من قبل المخابرات الأمريكية إرضاء للكنائس العالمية التي سودنها الرئيس عبود وطرد منها القسس والرهبان الغربيين بتهمة التجسس والتحريض على التمرد.. وذات العميل عقد مؤتمرا صحفيا برا فيه احد موظفي مصر ف السودان المركزي ( بنك السودان) من تهمة الاشتراك في شبكة تجسسية مصرية عملت لصالح المخابرات الإسرائيلية.
في عهد الرئيس نميري استطاعت أحزاب سودانية اختراق البوليس خاصة حزب الأمة والشيوعي والتنظيمات العنصرية.. مثلما استطاعت شبكات إجرامية تجنيد ضابط في السجون.. ضبط أحدهم وطرد من الخدمة.
اما في حقبة الإنقاذ فحدثت اختراقات من جهات أجنبية وداخلية استهدفت الأرشيف والجوازات والجمارك والنظام العام والسجون والمنشآت ومكافحة الإرهاب وميسات الضباط.
لابد من تنظيم دورات تدريبية أمنية لقوات الشرطة في مجال مكافحة العملاء والجواسيس.. وتدقيق التحري عن المتقدمين للعمل في الشرطة.. وإجراء تحريات سنوية عن كل العضوية والاسر بواسطة الشرطة الأمنية .
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠٢٣.