د. طارق محمد عمر يكتب : العالم مابعد الإنسحاب الأمريكي : ( 2 من 5 ) .
الانساق وشبكات التخابر :
عملت أميركا على تكوين انساق امنية تقليدية رسمية في افغانستان تتبع للقوات النظامية ممثلة في اجهزة الامن والمخابرات والاستخبارات العسكرية والمباحث الجنائية .. كانت هذه الانساق تؤدي عملها الروتيني في اطار القوانين الأمنية والجنائية السارية .. وهو عمل معترف به دوليا وبالتالي لن تتاثر كثيرا بعودة طالبان الى الحكم .
لكن المشكلة في شبكة العملاء والجواسيس غير الرسمية التي كونتها الانساق الأمنية الامريكية في افغانستان وقوامها 2000 شخص من ذكر وانثى .. بغية ترصد وتعقب طالبان في حلها وترحالها .. واغلبها تعمل تحت امرة الاستخبارات العسكرية الامريكية كون طالبان مليشيا عسكرية مقاتلة باسلوب حرب العصابات .. لقد انسحبت القوات الامريكية وتركت هذه الشبكات لتواجه مصيرا مجهولا .. ومن المؤكد اعدام طالبان لاي من اعضاء هذه الشبكة حال ثبوت التهمة عليه .
هذا الخطا الجسيم الذي ارتكبته الانساق الأمنية الامريكية يعد تكرارا لما حدث في فيتنام عقب هزيمة وانسحاب القوات الامريكية .. ويؤكد ان اميركا لم تستوعب الدرس .
علميا واخلاقيا يجب وضع خطة طوارئ لسحب مثل هذه الشبكات قبل وقت كاف من اقتخام قوات الخصم لارض النزاع .. وهذه الخطة تلقن لكل عميل وجاسوس على انفراد وبسرية تامة ويطلب منه حفظها عن ظهر قلب واستخدانها عند الضرورة .
وطني البسوالي حاجة كيف اسيبو واروح لي خواحة .. يبني وطنه ويحيجني حاجة .. إن شاء الله تسلم وطني العزيز .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 17/8/2021 .
