أخبارالمقالات

د. طارق محمد عمر يكتب: زيارة مفضل إلى واشنطن / استنطاق الصامت وإضاءة المعتم

تسامح نيوز | الخرطوم 

بعد زيارته واشنطن عاد مدير المخابرات العامة السودانية السيد الفريق أول / أحمد إبراهيم مفضل والوفد المرافق له إلى الخرطوم يوم الأحد ١٥ يناير ٢٠٢٣.. بعد زيارة امتدت لأكثر من عشر أيام .. وسط تكتم على أجندة الاجتماعات مع قادة المخابرات المركزية الأمريكية.. وبرغم احاول جلاء ماغمض واضاءة ماعتم .
الزيارة كانت مهمة أكثر للجانب الأمريكي بدليل انها جاءت تلبية لدعوة منه … في أجواء امريكية عاصفة وشديدة البرودة والا لتمت في فصل الربيع .
إدارة الرئيس بايدن ممتعضة من أداء المخابرات الأمريكية وتقهقرها أمام التمدد الصيني الروسي الشامل .. واعتمادها على المخابرات المصرية عالميا في جلب وتحليل المعلومات بينما تلعب مصر لصالحها .
أرجح أن يكون أول جند في محضر اجتماعات الزيارة هو مشروع اتحاد دول القرن الأفريقي الذي جاء بفكرة وتخطيط صيني.. ويضم السودان وجنوب السودان وأوغندا وكينيا والصومال وجيبوتي وإثيوبيا وارتريا .. وهو تجمع إنتاجي تبادلي استهلاكي ضمن مشروع حزمة وطريق الحرير .. ويمثل مصدر قلق للجانب الأمريكي كونه يدعم التمدد الصيني والروسي في أفريقيا والبحر الأحمر … وكان مفضل في جولة شملت إثيوبيا وجنوب السودان حسبما تناقلته الوسائط الإعلامية والمجتمعية قبيل تلبيته الزيارة … وبالتالي فإن مناقشة أمر الاتحاد هدفت لمعرفة مدي تفاعل السودان وجنوب السودان وإثيوبيا مع المشروع… لأجل قياس ما سيلحقه بالمصالح الأمريكية ومنها أمنها الكلي ( القومي والخارجي) من أضرار وإمكانية تلافي ذلك ولو بتعطيله .
مثلما أرجح مناقشة مشروع القاعدة العسكرية الروسية بمنطقة فلامنقو على شاطئ السودان المطل على البحر الأحمر.. وهي قاعدة عسكرية خدمية تعني بصيانة وتزويد السفن الحربية الروسية باحتياجاتها.. وبها استراحة للقوة البحرية المرابطة بالسفن.. كما أنها قاعدة استخبارية تعني بجمع معلومات عن جيوش افريقيا والدول المطلة على البحر الأحمر .. وما على اراضيها ومياهها الاقليمية من قواعد عسكرية واستخبارية برية وجوية وبحرية .. وهي اي القاعدة تمثل سوقا لعرض وترويج وبيع السلاح الروسي .. كذلك إمكانية استفادة روسيا من المصانع الحربية السودانية في إنتاج السلاح وتسويقه أفريقيا .. ونشاط شركة فاغنر الأمنية الروسية في السودان ووسط وغرب أفريقيا .. والقضايا المتصلة بالإرهاب والأوضاع المضطربة في السودان والموقف من المشروع الإطاري. والتطبيع مع إسرائيل .. وسد النهضة.
على مر التاريخ الحديث كانت المخابرات الأمريكية هي الطرف الرابح في المفاوضات الأمنية لانها دولة عظمى أسست بالعلم والقانون وبالتالي هي تعلم ماتريد ولانعلم.. مثل هذه الزيارات يجب أن تخضع مسبقا لدراسة متأنية من قبل الخبراء وأهل الاختصاص لتكون نتائجها مفيدة للسودان .. نحن في حاجة ماسة لوقف التدخلات الغربية السالبة ( أصالة ووكالة) في الشأن الداخلي السوداني. آمل ذلك .
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠٢٣.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى