أخبار

د. طارق محمد عمر يكتب: لماذا انقلبت بريطانيا على نظام عبود؟

تسامح نيوز | الخرطوم 

كانت المخابرات البريطانية راضية بنظام الفريق عبود الذي حال بين الزعيم الأزهري والفوز بنتيجة الانتخابات العامة.. رغم تعارضه مع الفكر الديموقراطي.
لكن بحلول العام ١٩٦٢ حين منع النظام تناول الخمور في المناسبات الرسمية .. والبدء في نشر اللغة العربية والدين الإسلامي في الجنوب .. واستقدام طلاب جنوبيين لدراسة العلوم الشرعية بمعهد ام درمان العلمي.. بدأت نظرتها تتغير تجاه نظاَم الحكم ونسقت مع رجال الدين المسيحي الأجانب لتحريض الجنوبيين ضد الشماليين وحثهم على التمرد على نظام عبود .. مع دعمهم بالمؤن والزي والسلاح والتدريب ووسائل النقل والاتصال والخطط والمعلومات. والإخفاء والتمويه .. من جانبها رصدت وضبطت السلطات الأمنية حالات تجسس قام بها قسس ورهبان اجانب فضلا عن ضبط القسيس منيني وآخرين وهم يزرعون الأعشاب النهرية المعيقة للملاحة على مجرى النيل الأبيض..، وقد حكموا بالجلد ٢٥ جلدة لكل منهم مع الغرامة.. بينما قدم قسيس جنوبي من كنيسة بانت بأم درمان إلى القصر الجمهوري وأبلغ قادة الدولة بممارسات القسس الأجانب ضد السودان واضطهادهم للجنوبيين بما فيهم القسس .
بعدها أصدر الفريق عبود قرارا بطرد جميع رجال الدين المسيحي الأجانب من البلاد .. وسودنة الكنائس.. وأرى أن هذا القرار لم يكن صائبا لأنه جلب المتاعب للنظام.. وكان الأولى معاقبة مرتكبي الجرائم حالة بحالة لأن الجريمة مسؤولية شخصية وفردية ومن الخطأ ومجانبة العدل تعميم العقوبة على الجاني المدان .. والشخص البريئ .
بعدها دفعت المخابرات البريطانية بخطتها التي أسقطت بها الدولة المهدية لتسقط بها نظام عبود.. ذلك بالتعاون مع المخابرات الأمريكية والإيطالية ولكنسية والالمانية والماسونية.. فتمت محاصرة النظام اقتصاديا وشجعت الرساميل الأجنبية على الهر ب إلى خارج السودان .. و؛ شنت حرب إعلامية نفسية ضد النظام فوصف قادته بالديكتاتوريين وبعضهم بالشذوذ الجنسي ،.. ثم دبرت حادثة إطلاق النار تجاه داخلية طلاب جامعة الخرطوم فسقط القرشي شهيدا.. بعدها طلب سفراء الغرب من قادة الأحزاب تحريك قواعدهم الجماهيرية للثورة ضد النظام.. فلما ثارت أطلق حراس القصر الجمهوري النار عشوائيا تجاه المتظاهرين فسقط بعضهم بين قتيل وجريح.. وكان خالي عزالدين نصار الطالب بالمرحلة الثانوية قد استشهد بشارع الجامعة جنوب القصر الجمهوري.. فخللده صديقه الشاعر هاشم صديق في قصيدته الملحمة حين قال : ( يا ساحة القصر يا حقل النار يا واحة بتحمل روح نصار ).
اواصل بحول الله.
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الأحد ١ يناير ٢٠٢٣.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى