
تسامح نيوز – الخرطوم
من فرط غيابها نسيت وجود وزارة بهذا المسمى علما بانها الوزارة الأهم .. فعلى الورق تعنى بالإنسان من جميع الوجوه ليكون مواطنا صالحا في مجتمع آمن .. ليس هنالك دليل على وجودها غير اللافتة الخارجية .
منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي تعرفت على العاملين بمنظمة تطوعية تهتم بالشان الإجتماعي .. إسمها شباب البناء .. وفي العام 1986 التحقت بها موظفا مسؤولا عن مدينة ام درمان .. خصصت لي سيارة بوكس وسائق .. وضعت خطتي العملية وعرضتها على مسؤول العاصمة القومية أذكر انه من أبناء سنجة واسمه طارق عبد الكريم .. عقد إجتماع لمناقشة الخطة ضم مسؤولي الخرطوم وبحري احدهما يدعى فيصل جلال والآخر عمر عبد الله .. ادخلت بعض التعديلات بالحذف والإضافة ثم اجيزت .. طفت على جميع أحياء أم درمان من ريفها الشمالي إلى الجنوبي ومن شرقها الى غربها وكونت لجان مساعدة .. قمنا بتشجير الطرق الرئيسة والمشافي والمساجد والمدارس والميادين .. نظمنا حملات دورية لنظافة الأسواق الكبيرة .. قدمنا الإغاثة للمتتضررين من السيول والفيضانات 1988 .. ووزعنا الدقيق على المخابز .. قمنا بصيانة المنشآت المتضررة من مدارس ومشافي ومساجد وخلاوى وكثير من المنازل .. نظمنا اياما علاجية وحملات اصحاح بيئة وتسوية طرق الأحياء آليا ..حصلنا على كميات هائلة من الملابس وارد الخليج ووزعناها على آلاف الفقراء والمحتاجين .. ووزعنا زي المدارس والحقائب المدرسية للطلاب المحتاجين .. نظمنا افطارات جماعية رمضاتية .. نظمنا زيجات جماعية لآلاف الشباب فيما عرف بزواج الزهراء وكانت الإحتفالات تتم في الإستادات الرياضية وقدمنا دعما ماليا وملابس واثاث للمتزوجين .. مثلما افتتحنا فصولا لمحو الأمية واحيينا فضيلة فضل الظهر .. ونظمنا حملة كبرى للمشاركة في الحصاد أمها الآلاف الشباب ..وهذا قليل من كثير .
إما أن تحل وزارة الشؤون الإجتماعية وتستبدل بمنظمة تطوعية شبيهة بشباب البناء أو تحوكم بطريقة علمية قانونية ولائحية .. تحدد الإختصاصات والمهام .. تحفز المجتهد وتعاقب المقصر .. ويمكن مقايسة ومعايرة أدائها وفقا للخطط المجازة .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الإثنين 15 أغسطس 2022 .