
على إثر نجاح انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩ في استلام سلطة الحكم بتدبير وتخطيط ودعم أمني وحركي وإعلامي شيوعي.. ظن معارضو النظام أن بإمكانهم إزاحة الانقلابيين من الداخل اي داخل السودان فكانت معركتي الجزيرة ابا وود نوباوي سنة ١٩٧٠ وقد كسبهما نظام الحكم لدربته وتسليحه وحسن تخطيطه .. بعدها قررت قيادة المعارضة تكوين معسكرات تدريب عسكري على الأراضي الإثيوبية .. بحكم ان الإمبراطور هيلاسلاسي غربي كنسي مناهض للشيوعية.. وبدأ استنفار شباب الأحزاب المعارضة للسفر إلى إثيوبيا والالتحاق بالمعسكرات مع تقديم مساعدات مالية معقولة تمكنهم من الوصول.. لحظتها نما إلى علم جهاد الأمن العام وكان تحت قيادة العميد بوليس / عبد الوهاب إبراهيم سليمان.. والأمن القومي بقيادة الرائد استخبارات / مأمون عوض أبوزيد عضو مجلس قيادة الثورة .. أمر تلك المعسكرات .. عمل الجهازان على فتح ملفات أمنية لرصد الأحوال داخل وحول المعسكرات وما يراد منها .. وكللفت بعض عساكر الجهازين بالالتحاق ببتلك المعسكرات مدعين معارضة الحكم ( هذا الإجراء يسمى في علم المخابرات زراعة العنصر أو المصدر.. بهدف الحصول على معلومات دقيقة من داخل الموقع) .. وبالفعل تمكن العسكر من اختراق المعسكرات وتذفقت المعلومات بانتظام .
وعقب فشل الانقلاب الشيوعي في ٢٢ يوليو ١٩٧١ واتجاه النميري ورفاقه إلى المعسكر الأمريكي البريطاني الغربي عوضا عن الاشتراكية.. عارضه العقيد الليبي معمر القذافي ووجه بنقل معسكرات التدريب من إثيوبيا إلى ليبيا حيث توفر الإمكانات التدريبية والمالية والمادية والاتصال. والنقل .. واستنفرت الأحزاب المعارضة شبابها وبعضهم طلاب بالجامعات السودانية للسفر إلى ليبيا والالتحاق بمعسكرات التدريب.. يذكر أن د. ترابي كان معتقلا في سجن كوبر ولم يكن مرتاحا لوجود المعسكرات في ليبيا ولكن ما باليد حيلة.
اواصل بحول الله.
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الأحد ٢٢ يناير ٢٠٢٣.