د. طارق محمد عمر يكتب: يهود السودان الاسطوات

يهود أو يهوذ اسم منسوب إلى يهوذا بن يعقوب النبي عليه السلام .. ومن نسل يهوذا جاء الرسول النبي موسى عليه الصلاة والسلام وأخيه النبي هارون صلوات ربي وسلامه عليه… ويهود في اللغة العربية مشتقة من الهواد أو الهوادة وهي المودة وقد سادت أوساط عوائل وأسر ذراري يهوذا .
والأسطي لفظ في اصله فارسي ويعني الأستاذ والمعلم وانتقل إلى التركية في العهد العثماني وقصد به الخبير في حرفته أو رئيس عمال حرفة معينة يعلم خفاياها واسرارها أكثر من الآخرين .
عند قيام دولة إسرائيل ١٩٤٨ وعقب حرب ١٩٦٧ بين الدول العربية وإسرائيل نشطت الهجرات اليهودية من السودان إلى أوروبا ومنها إلى إسرائيل.
ولما كان معظم اليهود أهل حرف شجعوا اسطواتهم في مختلف الدول على الهجرة إلى إسرائيل.. ومن تلك الدول السودان.
لحساسية تلك الهجرات ظلت طي الكتمان فزيارة إسرائيل كانت ممنوعة بقرار من جامعة الدول العربية.. وكانت جوازات السفر العربية تكتب فيها عبارة صالح لدخول كل الدول عدا إسرائيل.
إفادات بعض أسر الاسطوات السودانيين تضمنت اقرارات طوعية بسفرهم سنويا لمقابلة اليهود السودانيين الذين هاجروا من السودان إلى أوروبا وأنهم على تواصل دائم معهم .
حدثني أسطى صيانة سيارات أن صديقه الاسطى فلان قد سافر إلى إسرائيل عبر الأراضي المصرية بمساعدة شركات عاملة في هذا المجال مقابل الف دولار للشخص الواحد .. وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الشركات تتبع للأمن المصري وأنها على اتفاق وتنسيق مع الجانب الإسرائيلي .. وأضاف : أن صديقه يتصل عليه هاتفيا وأنه خلال عامين استطاع تشييد بيت من طابقين في احد أحياء الخرطوم لسكني والداه واخواته.. واشتري لهم حافلتين روزا لمقابلة مصاريف الحياة.. وقد افاده بوجود مئات الاسطوات السودانيين يعملون في مختلف المجالات الحرفية داخل إسرائيل.
لا استبعد زيارة أسر الاسطوات إسرائيل بواسطة تأشيرات دخول وخروج غير مدونة على الجوازات انطلاقا من أوروبا.
إذا غابت الحكومات وزالت المكابح تواصل بنو الإنسان فالكل لآدم وحواء منسوب .
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠٢٣.