د عصمت محمود يكتب:حضرة صول (عزة وشموخ)

الخرطوم تسامح نيوز
حضرة الصول لي اي زول
في معركة امدرمان الاحتياطي المركزي بأم درمان…
وفي ثنايا مرحلة ما بعد انجلاء المعركة؛ حيث تمشيط الأحياء المجاورة، وبينما الجنود تتعالى أصواتهم بالتهليل والتكبير علي إيقاع أصوات الرصاص وصولات زغاريد الأمهات والأخوات…
تلاحظ وقفة مهيبة لرجل أمده الله في العمر ويكاد لا يخلو من بريق الشباب وهو يقف أمام بيته.
حضرة الصول!
حضرة الصول؛ هكذا هتف أحد ضباط الصف وهو يمضي ناحيته بأدب جم وهو يقول له يا حضرة الصول عرفتني نحن أولادك في الدفعة كذا بمعسكر كرري.
وسرعان ما صار سلاماً حاراً بالأحضان.
كان حضرة الصول تعلمجي بمعسكر كرري عرين الابطال وصناعة الرجال…
وما هي إلا لحظة وقد تجمع كأفة الضباط وضباط الصف والجنود حوله في مشهد يحفه الوفاء والتقدير والفخر والعزة، وكل واحد يذكره بموقف ومشهد وحضرة الصول يضحك حينا ويبكي في أكثر الأحيان…
و لما يتمالك نفسه فاجهش بالبكاء وأصبح ينادي في أهل بيته مفتخرا ومعتزا وكانه عانق الجبال الشامخة تعالوا سلموا علي أولادي…
وهكذا وقفت زوجته وبناته يبكون واسرعت إحداهن جرياً لتحضر الماء، وعظم الحشد حول حضرة الصول وداره وأهله وتعالى التكبير والتهليل نكبر ..
كان المشهد أعظم تكريم من أبناء وتلاميذ نجباء لمعلمهم، وهو يرى حصاد زرعه ويحس في نفسه أنه هو، من صنع هؤلاء الأبطال…
وما هي برهة وكان محمولا على أكتافهم فهو أبرز قادة المعركة وهو يبكي وأهل بيته يبكون وبناته وجاراته يزغردن وضباط الصف يتغنون بأحد جلالاتهم التي كان يرددها لهم بالمعسكر وختموها بجلالة لا إله إلا الله منتصرين بإذن الله…
واستاذنوا أباهم الروحي علي أن يلتقوا به مرة اخرى.
العجيب إنه حلف واقسم ان يكمل معهم ما تبقي من المعركة واثنوه عن ذلك لكنه رفض وهو يبكي ويشد في جلابيته ونادي علي زوجته ان تحضر له لبس خمسة…
وأجمل المواقف بعد ان لبس اشر لهم بعصايته: كلك وهم..
يردوا عليه: هيييييي بصوت واحد.
كلك خلي بالك!
سكت جميعهم .!!!
وقال ليهم علشان الدرس ليس هنالك مشماعات للفرش فالأرض صالحة للمعركة…
فهللنا وكبرنا معهم واركبوه في لاند كروزر ووعدوا اسرته إن يعودوا به بعد التمشيط …
يقول الحاكي:
والله ما تذوقت طعم الفخر والاعتزاز مثلما تذوقته مع حضرة الصول وضباط صفه وهم يتبادلون العناق والضحكات وبعض من الذكريات…
ربنا يحفظكم وينصركم ويثبت أقدامكم ياربي، ويسدد رميكم…
جيشا وأحد شعبا وأحد، اليوم عرفت إن هناك معلمين لا نعلم بأهميتهم.