المقالات

د.مزمل ابو القاسم:دع عنك الشعب لا ترحل لبغيته ، (وعرِّد) فإنّك أنت الهارب (الجاري) 

الخرطوم  تسامح نيوز

 عندما سنحت ل *عمر الدقير* فرصة مغادرة الخرطوم بنيرانها المستعرة وأفعال جنجويدها القذرة ، ولَّى الدُبر نحو معبر أشكيت لا يلوي على شيء ، متجاوزاً مدناً عديدةً إكتظت بالملايين من النازحين من عاصمة البلاد ، فتخطى *شندي والدامر وعطبرة وبربر وأبو حمد ومروي وكريمة ونوري وأرقو والقرير ودنقلا والدبة وعبري وكرمة* وغيرها .. وصولاً إلى *حلفا* ، ومنها إلى معبر أشكيت *(بالجابس)* ، من دون أن يحدث نفسه بالتوقف في أيٍ من تلك المدن المكتظة بالنازحين ، للإطمئنان على *(مولاه الشعب الأسمر)* …

 أدار ظهره للملايين من المعذبين بالحرب ، وكان المجد عنده بالفعل *(للساتك)* التايوتا الجديدة والشديدة التي نهبت به الأرض نهباً نحو مدخل المحروسة ، ناجياً بنفسه من نارٍ لها أوار أشعلها حليفهم المجرم الأحمق ..!! ، وفي المعبر نفسه كان هناك عشرات الآلاف من النازحين الذين إفترشوا الأرض وإلتحفوا السماء ، يعانون ويلات الجوع والعطش والمرض ، ويشكون لدغات العقارب وقلة العلاج وشحّ المال ..!! ، ومع ذلك لم يأبه زعيم السنابل اليابسة لهم ، ودفع بوابة المعبر بيده المرتجفة وعبر .. مديراً ظهره لهم ، لاهياً عن معاناتهم ، وراجياً للنفس السلامة ..!!

 عرَّد *(إبن الأكرمين)* لائذاً بالصمت وما غرَّد ، مع أن عيناه رأتا وأذناه سمعتا الفظائع التي إرتكبها الجنجويد في حق الملايين من أهل السودان ، وعلم ما حاق بأهله وخاصته من أضرار إحتلال المنازل بعد نهبها وطرد أهلها منها ، والتعدي على المستشفيات ودور العبادة ومراكز الخدمات والمؤسسات العامة والخاصة وإقتحام البنوك ونهبها ، وتعمد إطلاق سراح الآلاف من عتاة المجرمين من السجون ، وإقتحام مقار السفارات والبعثات الدبلوماسية والدولية ونهبها ، وتوقيف آلاف السودانيين وحبسهم في سجون سرية ، وظروف إعتقال قاسية مهينة ، وغير ذلك من فظائع الإجتياح التاريخي الذي حدث للخرطوم ..!!

 وبالقطع علم زعيم السنابل اليابسة ما حاق بأهلنا المنكوبين في دارفور عموماً ، والجنينة *(دار أندوكا)* بالأخص من تقتيل وتعذيب وترهيب بجرائم حرب إقشعر لها بدن المجتمع الدولي كله ، فتبارى في إدانتها وشجبها وتوعد مرتكبيها بالملاحقة والمحاسبة ..!! ، ومع ذلك ظل صامتاً عن الحق .. شيطاناً أخرس ..!! ، وعندما همهم ببضع عبارات خجولة وتحدث عن جانب يسير من تلك الإنتهاكات حرص على أن يساوي بين الغادر والمغدور ، متحدثاً عن قصف الجيش لمنازل المدنيين ، من دون أن يوضح للناس حقيقة أن حلفاءهم الجنجويد الملاعين إحتلوا تلك المنازل ونهبوها ونصبوا فيها المدافع وحولوها إلى ثكنات عسكرية ، فإضطر الجيش إلى قصف بعضها لكف شرها عنه .

  عرفناه من لحن القول وسرعة الهرولة إلى *معبر أشكيت* ، وخبرنا موقفه المخزي وصمته المهين ، وشاهدنا كيف حرص حزبه الخائر في مستهل الحرب على إعفاء الجنجويد من تهمة إغتصاب خمسةٍ من حرائر السودان ، بجرائم بشعة وثقتها منظمة منع العنف ضد المرأة ، عندما نشر الحرب بياناً ينضح بالخبث في موقعه على الفيسبوك ، وعلق من كتبوه وزر ثلاثاً من تلكم الإغتصابات على رقبة الجيش ، خلافاً لما ورد في بيان المنظمة ، وعندما ضبطوا بالجرم المشهود نشروا بياناً آخر ، أقرّ كاتبوه بأن إتهامهم للجيش لم يكن دقيقاً ولا محققاً ، لكنهم لم يترددوا في تلطيخ وجهه مجدداً باتهامات مماثلة .. بلا تحقيق ولا تدقيق ..!!

 التاريخ يشهد ولن يرحم ، والشعب الأسمر يرصد ولن يغفر ، فدع عنك الحديث بإسمه ، بعد أن *(سلحت)* عليه ، وأدرت منكبيك له ، وصمتَّ عن إدانة ما فعله به حلفاؤكم الجنجويد .. شياطين العصر الجديد ..!!

د. مزمل أبو القاسم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى