المقالات

رجاء مصطفى الكامل✍ تكتب..صراع السلطة والثروة

#نظرة ثاقبة

#رجاء مصطفى الكامل

#صراع السلطة والثروة

عندما خرج الشارع وطالب بإسقاط نظام الثلاثين من يونيو كان خروجه مناهضةً للفساد، وتطلعاً إلى حكومة وطنية نزيهة بقيادة شخصيات قوية تعبر عنه وتمثله في حكم رشيق رشيد، وبالرغم من نجاح سلمية الشارع لم تنجح ثورته من سرقة المتربصين بها من الداخل والخارج .
برزت مطامع الذين أتوا باسم الثورة منذ بداية ظهور الخلافات بين المدنيين والعسكريين بعد أن جمعتهم الوثيقة الدستورية التي أخفقوا في تطبيقها وصولاً إلى إتفاقية سلام جوبا التي بدأ الموقعون عليها يطالبون بإستحقاقاتهم المالية في ظل عجز إقتصادي وتدهور أمني كبير يستشعره ويتضرر منه الجميع ويدفع ضريبته المواطن بعد رفع الدعم عن الوقود والسلع الأساسية .
حتى السلام الذي تم توقيعه لم ينعم به متضررو الحرب الذين مازالوا متواجدين داخل معسكراتهم وإندلعت حروب أخرى بجنوب كردفان والنيل الأزرق وازداد الصراع القبلي مما جعل الحكومة تشرع في تكوين قوة مشتركة للسيطرة عليه.
وتستغل العصابات الإجرامية حالة الصراع داخل مكونات الحكومة وتتسلل إلى الشارع بكافة أنواع الجريمة التي أكبر مانخشاه منها أن يكون وراء هذه العصابات أيدي خارجية تزعزع أمن وإستقرار السودان الذي بدأ يحذر من خطورته رجال الدولة في أعلى مستوياتهم .

إن الفترة منذ بداية ثورة ديسمبر حتى الآن لايمكن أن نسميها بالإنتقالية لأن الخلل والخلافات و الإنقسامات بين المدنيين أنفسهم وبين المدنيين والعسكريين من جهة أخرى يؤدي إلى تعدد القرارات وتضاربها داخل الحكومة ويجعل الطريق ممهدة أمام التدخلات والمطامع الخارجية التي تستهدف موارد السودان وتستثمر في زيادة الصراع داخله وتسعى إلى عدم إستقراره.

نظرة إستغراب!!!
إنقسمت قوى الحرية والتغيير وخرجت عن إعلانها الذي قادت عبره حراك الثورة وعمل كل من المدنيين والعسكريين خارج الوثيقة الدستورية التي وقعوا عليها وإتفاقية سلام جوبا مهددة بخطورة عدم تطبيقها ولم يلق كل هؤلاء بالهم إلى الشارع الذي أبدى غضبه وسخطه من عدم تحقق مطالب الثورة التي بذلت من أجلها الأرواح …!!

والأغلبية من المثقفين ونخب المجتمع يقرؤون ويراقبون بصمت لأن الأجواء عكرة وسيل الإتهامات لايفرق بين الصالح والطالح..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى