
متابعات | تسامح نيوز
على ساحل البحر الأحمر، حيث تلتقي طموحات التوسع الاقتصادي للقوى العظمى، بدأت ملامح انفتاح اقتصادي جديد بين السودان وتركيا، يحمل دلالات تتجاوز الزيارات الرسمية إلى إعادة بناء شراكات عملية تخدم مرحلة ما بعد الحرب.
زيارة وفد ولاية البحر الأحمر إلى ولاية مرسين التركية، بقيادة الوالي الفريق الركن مصطفى محمد نور، وبمشاركة هيئة الموانئ البحرية ومؤسسات اقتصادية وتنفيذية، عكست توجه واضح لربط السودان بسلاسل التجارة والاستثمار الإقليمية، انطلاقاً من الموانئ بوصفها أدوات تنمية وسيادة في آن واحد.
توقيع مذكرة التفاهم بين هيئة الموانئ البحرية وميناء مرسين الدولي في مجالات التدريب وتبادل الخبرات ورفع القدرات التشغيلية، يفتح باباً جديداً لتطوير البنية اللوجستية، بما يخدم حركة التجارة وإعادة الإعمار.
في الجانب الإنتاجي، برز مشروع طوكر الزراعي كأحد محاور التعاون المرتقب، باعتباره ركيزة للأمن الغذائي وفرصة لإعادة تشغيل الأرض واليد العاملة في دلتا البجا الخصيبة. كما أبدى الجانب التركي اهتمام بالاستثمار في الزراعة، والصناعة، والتعدين، وصيد الأسماك، والسياحة، ضمن شراكة تقوم على المصالح المتبادلة.
كما وجه الرئيس “رجب طيب اردوغان” حكومته، بتذليل العقبات وحل المشكلات التي تواجه الرعايا السودانيين داخل الأرض التركية سواء كانوا طلاباً أو رجال أعمال.
هذا التحرك يعكس انتقال السودان إلى مقاربة اقتصادية أكثر واقعية، ترى في الشراكات الخارجية وسيلة لإعادة البناء، وفي البحر الأحمر بوابة استراتيجية للاندماج في الاقتصاد الإقليمي والدولي وفقاً للمصالح وليس المطامع .





