المنوعات

رغم النزوح ..مجتمعات النساء .. (الحصة بوبار)

الخرطوم _خديجة عائد

(التباهي والبوبار) الذي يمارسنه أغلب النسوة بمجتمعاتنا في المناسبات المختلفة تكاد تكون قصة مزعجة ومملة للحد البعيد ، وبالرغم من ظروف الحرب الصعبة والنزوح من مكان لاخر داخل السودان وخارجه والتي جعلتنا نتوقع ان هذه الظاهرة (البوبار) قد تقل في مجتمعات كثيرة نسبة الضغوط الحاصلة الآن ، والتي قد تجعل النسوة المتخصصات في أمور (الشهرة والبوبار) ينصرفن الى (اشياء مهمة ومباصرة تجاوز هذه المرحلة) وتسيير حياة الاسرة بأقل ما يمكن من إمكانيات، ولكن مع الأسف ما ان تجمعك مناسبة ما بعدد من النسوة إلا وتتفنن كل واحدة في ممارسة هواية (البوبار) في أعلى درجاته مع أن ثلاث أرباع اولئك النسوة من ذوات الدخل المحدود ولكنهن يركبن موجة (البوبار) جنبا الى جنب اللواتي يعشن حياة رغدة حتى في زمن الحرب.

وقالت لي إحدى النساء انها كرهت الذهاب للمناسبات أو تجمعات النازحات بغرض الترفيه بسبب اولئك النسوة وهن يحتشدن قصدا للتباهي بما يملكن مع بعضهن وعلى اللائي يجلسن بالقرب منهن، مثلا يتباهين بدراسة ابنائهن في المدارس والجامعات (الفلانية), أو المباهاة بالملابس والعطور والحلي ، والاثاث. والاجهزة الكهربائية والالكترونية التي تركنها ورائهن بعد قيام الحرب. والبوبار في كل شئ يخص البيت والزوج والابناء، وزادت احيانا تصل المباهاة لحد(الكذب) الواضح ، ولا ادري لماذا تدخل النساء انفسهن في هذا النفق، وتساءلت من اجل ماذا؟! هل من اجل ان يشار اليها في المجتمع ان لديها كذا وكذا؟ ولنفترض ان المجتمع تحدث عما تملكه ،ماذا ستكسب؟ الإجابة انها لا تكسب شيئا غير ان الكثيرون يجعلونها اضحوكة وموضع سخرية بل ممكن ان يصنفونها من بين (المرضى النفسانيين)!

ولعلك عزيزي القارئ لا تختلف معي بأن هذه الموضة بعد ان كانت في سنوات ماضية تعد ظاهرة والكل يتوقع انها ستنتهي برجوع اولئك النسوة الى عقولهن ، والاتزان في اجتماعياتهن، و(الونسة) فيما يفيد من مواضيع بعيدة عن التفاخر ، بل نحن في مرحلة استثنائية يجب ان تكون فيها المرأة واعية ومتدبرة تناقش أمور البلد والمساهمة حتى على نطاق ضيق في معالجة الكثير من الجراح التي مازالت تخلفها الحرب . والمناقشة في التعاضد والتكافل في هذه الفترة حتى تخرج اسرتها ومجتمعها من هذا النفق المظلم الذي نمر به.. ولكننا نجد ان المباهاة قد احكمت سيطرتها على وجدان النساء بشكل كبير دون النظر والتفكير في الحالة التي تتأذى في محتمعاتنا من ويل الحرب.

هناك من يري انه ربما لان المرأة طبيعتها تجعلها تهتم بما يميزها ويجمل حضورها قبل كل شئ، فتكون شديدة الحرص على اقتناء آخر صيحات الموضة دون النظر احايين كثيرة لتبعات ذلك وما ينتج عنها من اضرار باهظة التكلفة خصوصا نحن في مرحلة غير عادية ، والشئ الذي لا تنتبه اليه النسوة ان (البوبار) عادة يخلف اثارا سالبة تتضرر منه الاسرة في المقام الاول ويجعل الضغوط على رب الاسرة رغم شح امكانياته ان يوفر ما لا طاقة له به.

عموما .. ياعزيزتي المرأة القصة ماهي انك (تطلعي) روح زوجك ليشتري ثوب غالي تظهرين به في (لمة ناس فلانة) والنساء يعلقن عليه ويبقى موضوع (القهوة) ولا حتى يغير الستائر وكم حاجة في البيت ، لتراه النسوة اللائي يأتين لمباركة مولودك الجديد ويندهشن ويعلقن وانت تكونين في قمة السعادة ، الدنيا حرب والسودان ليس في أجمل حالاته. فالقصة هي ان تعيشي واقعك وترضي به ،وتحاولي الخروج منه ففي النهاية (القصة ما بوبار)!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى