زهير عبدالله مساعد يكتب: الصناعات التحويلية ورهان السودان على المستقبل
متابعات -تسامح نيوز

زهير عبد الله مساعد يكتب: الصناعات التحويلية ورهان السودان على المستقبل
من أهم أحد أسباب حرب السودان هو إفراغ مشروع الجزيرة من السكان واستحواذه بالشركات القارية والدولية الاستخباراتية للتحكم في الغذاء ومساومة الدول والحكومات بفاتورة الاستقرار السياسي والاقتصادي هذا المشروع اذا تغيرت استراتيجيات التنوع الزراعي يساهم بأكثر من 450 مليون دولار كل ثلاث شهور
العائد المالي بزراعة اقل من نصف مساحة المشروع حوالى 100 الف هكتار بخمس أنواع من الخضروات فقط مثل ( الجزر ، الطماطم ، البصل ، البامية ، الخيار ) و إدخال الصناعات التحويلية عليها إن انتاج الزيوت يصل الي حوالي 3 مليون طن سنويا ومعدل نمو الصناعات التحويلية بلغ 5.8%مما يشير الي إمكانية تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية في المستقبل
ومساهمة الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي كانت حوالي 9.45% مما يدل علي دورها المهم رغم انها لا تزال ضعيفة نسبيا وتأتي معظم الصادرات الصناعية من صناعتين رئيستين صناعة السكر وصناعة تكرير النفط .فلابد من التوسع الحديث في تحويل المنتجات الزراعية وتذليل كل التحديات من ننقص التمويل ونقص الخبرة وعدم كفاية البنية التحتية من كهرباء.
وطرق وكل ما يعيق نقل المنتجات وتحويلها هنالك فرص جديدة واعده بالاستفادة من التجربة الدولية في مجال تحويل المنتجات الزراعية لتطوير القطاع الزراعي والترويج للمنتجات المحلية في الأسواق المحلية والدولية لزيادة الطلب عليها.
يتطلب ذلك التوسع في تحويل المنتجات الزراعية والاستثمار في البنية التحتية وتوفير برامج تدريبية للمزارعين والشركات الصغيرة في مجال تحويل المنتجات الزراعية .غير زراعة الفول السوداني وسوف اركز عليها في هذا الموضع حتي نتمكن من معرفة أهمية الصناعات التحويلة .
تُعدّ الصين رائدة عالميًا في إنتاج الفول السوداني، حيث تُنتج ما يقارب 18.3 مليون طن سنويًا، مما يمثل 41.5% من الإنتاج العالمي. تُستخدم ثمار الفول السوداني في مجموعة واسعة من الصناعات التحويلية، بدءًا من إنتاج الزيوت النباتية ووصولاً إلى تصنيع الوجبات الخفيفة والمنتجات الغذائية المتنوعة.
تُعتبر زراعة الفول السوداني عنصرًا مهمًا في الاقتصاد الصيني، يتم استخراج زيت الفول السوداني من حبات الفول السوداني، ويستخدم على نطاق واسع في الطهي وصناعة الأغذية.
تمثل مصانع زيت الفول السوداني حوالي 76% من إجمالي الصناعات التحويلية المرتبطة بالفول السوداني. يتم تصنيع الفول السوداني المحمص والمملح كوجبات خفيفة شهيرة. يُستخدم الفول السوداني في إنتاج الصلصات، مثل صلصة الفول السوداني، والتي تُعتبر عنصرًا أساسيًا في العديد من الأطباق الآسيوية.
مع تزايد الوعي الصحي، يتم إنتاج مساحيق الفول السوداني التي تُستخدم في المكملات الغذائية. وتُساهم زراعة الفول السوداني في توفير فرص العمل ودعم النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن الظروف المناخية وتقنيات الزراعة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد العائد السنوي من زراعة الفول السوداني، مما يجعلها صناعة تتطلب اهتمامًا خاصًا لضمان استدامتها.
تأتي الهند في المرتبة الثانية بإنتاج يبلغ حوالي 10.2 مليون طن، تليها الولايات المتحدة بنسبة 6.8% من الإنتاج العالمي.
يعد السودان أرضًا غنية بالثروات الطبيعية، وتعتبر الزراعة ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، والمساحات الشاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، وموارد مائية وفيرة، مما يجعلها قادرة على إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات الزراعية. لكنّ إمكانيات هذه الثروة الهائلة لم تُستغل بالكامل،
حيث يواجه القطاع الزراعي العديد من التحديات، منها نقص الاستثمار، وعدم كفاية البنية التحتية، ونقص التكنولوجيا، مما يحدّ من الإنتاجية، ويؤثر على جودة المنتجات، ويُضعف القدرة التنافسية في الأسواق العالمية، في بلد ينظر إليه مائده غذاء العالم.
إن الصناعات التحويلية تلعب دورا كبيرا فى تقدم اقتصاد الدول المختلفة وتطوره وهذا الأمر يشير الي نمو الدائم فى القطاعات الاقتصادية ومن ناحية أخري تؤثر الصناعات التحويلية علي زيادة الناتج المحلي الإجمالي بشكل إيجابي وارتفاع عملية تصدير السلع وارتفاع مستوي الرفاهية الاجتماعية في المجتمع .
تعتبر الصناعات التحويلية الركن الأساسي للأمن الغذائي القومي والمحرك الرئيسي للقطاع الزراعي، ويبلغ عدد المنشآت الصناعات الغذائية العربية حوالي 150 ألف منشأة وهي توفر فرص العمل لأكثر من مليوني شخص، وتحتضن مئات المليارات من الدولارات في صورة استثمارات
ويعتبر القطاع الزراعي في السودان من أهم القطاعات الإنتاجية المحركة لنشاط الصناعة التحويلية في الدولة، كونه ينتج سلع الغذاء والمواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات الغذائية، كما يعد قطاع الصناعات الغذائية من القطاعات المهمة في اقتصاد كل دولة، باعتباره من الصناعات الأساسية والهامة التي تسهم بشكل فاعل في تامين الغذاء للإنسان، وتعمل على تحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية.
أن تطوير قطاع الصناعات الغذائية يرتبط بتنمية وتطوير القطاع الزراعي والحيواني كونه المصدر الأساسي للمواد الأولية للصناعات الغذائية فضلاً عن ترابطها مع فروع صناعية مهمة مثل صناعة العبوات الورقية والبلاستيكية والزجاجية ورقائق الألمونيوم ومواد التغليف على أنواعها، وكذلك قطاعات النقل والمواصلات وغيرها. ومع ذلك، فإنّ تحويل المنتجات الزراعية يمثل فرصة هائلة لتعزيز الاقتصاد الوطني، وزيادة فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشة.
تُوفر عملية تحويل المنتجات الزراعية قيمة مضافة للمنتجات، وتُساهم في خلق صناعات جديدة، وتُساهم في تنويع الاقتصاد، وتُقلّل من الاعتماد على صادرات المواد الخام.
يتحقيق ذلك من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير التقنيات، ودعم الشركات الصغيرة، وتعزيز التعاون الدولي. تُعتبر الحكومة عنصرًا أساسيًا في هذه العملية، حيث تُمكنها من خلال سياساتها وتشريعاتها توفير بيئة جاذبة للاستثمار، ودعم الشركات الصغيرة، وتحسين البنية التحتية، والترويج للصادرات.
وهناك تحديان يواجهان الصناعات الغذائية أولهما الاستثمار، والآخر التصدير، و الاستثمار في التعبئة والتغليف، فيما التنمية الحقيقية تعتمد الآن على مدى القدرة على دخول السوق العالمية، وهذا مشروط باتباع المقاييس العالمية والقدرة على المنافسة، وكلا الأمرين يحتاج إلى القطاع الخاص، وإلى التكتل والشراكة بين القطاعين الخاص والعام والقطاع المصرفي .
يلعب القطاع الخاص دور هام في هذه العملية، من خلال الاستثمار في مشاريع تحويل المنتجات الزراعية، وتطوير تقنيات جديدة، وتوفير فرص العمل. و التعاون مع الحكومة يُساهم في تحقيق نتائج إيجابية، ويساعد في تحويل السودان إلى مركز إقليمي لتحويل المنتجات الزراعية.
تلعب الصناعات التحويلية الغذائية دورا مهما فى الاقتصاد توضيح أهميتها بالنقاط التالية؛
ــ تحويل المواد الغذائية السريعة التلف إلى مواد أكثر ثباتًا فيمكن حفظ بعضها عدة أيام أو أسابيع والبعض الآخر لبضعة شهور أو لفترة سنوات حسب طريقة الحفظ المتبعة, ويمكن بهذه الطريقة جعل الغذاء متوفرًا طول السنة والاستفادة من المحفوظ منه بالتعليب أو التجميد أو التجفيف في مواسم رداءة الإنتاج بسبب الجفاف أو غيرها من الأمور.
ــ تساعد الصناعات الغذائية على تنظيم الميزان التجاري للخامات الغذائية فتحول دون هبوط أسعارها في مواسم إنتاجها بغزارة وهذا ما نعانيه فى السودان إلى حد ربما لا يشجع على إنتاجها، بل إنها تترك الباب أمامه مفتوحة على الدوام لبيع الكميات الفائضة إلى معامل التصنيع وبأثمان مناسبة, كما أن توفرها في مواسم ندرتها لا يضطر المستهلك إلى دفع أثمان مرتفعة جدًا عن أثمانها وهي طازجة.
للصناعات الغذائية تأثير مباشر على تشجيع صناعات أخرى ذات علاقة مباشرة معها كصناعة مواد التعبئة المختلفة وصناعة المكائن الخاصة بالتصنيع والمواد الكيمياوية الحافظة.
ــ الاستغناء عن استيراد أغذية مصنعة من الخارج مما يودي إلى توفير النقد للبلد وخاصة العملات الصعبة.
ــ تساعد هذه الصناعة في تحسين الحاصلات الزراعية والماشية ففي حالة الفواكه والخضروات تفضل الأصناف ذات النضج المتجانس ليكون المحصول المصنع ذات نوعية جيدة.
لذلك الأمر مرتبط بمشروع الجزيرة أهم المشاريع الزراعية في السودان، وله المقدرة في المساهمه في دفع عجلة الصناعات التحويلية، بتوفير المواد الخام اللازمة، وتعزيز البنية التحتية، وخلق فرص العمل، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني. يُعتبر المشروع من الركائز الأساسية للتنمية الصناعية في السودان، ويمتلك إمكانيات كبيرة للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
إن تطوير الزراعة والصناعات التحويلية في السودان يعد من القضايا الحيوية التي تؤثر على الاقتصاد الوطني تعتبر صغيرة نسبيًا، حيث تساهم مع التعدين بأقل من ثلث الناتج المحلي. يالرغم من توفر الامكانيات، بالإضافة إلى موارد مائية غنية تساعد علي زراعة مجموعة واسعة من المحاصيل، من الحبوب مثل الذرة والدخن إلى الفواكه والخضروات و تحويل المنتجات الزراعية إلى منتجات ذات قيمة مضافة مثل الأغذية المصنعة، والعصائر، والزيوت النباتية
فقط نحتاج لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في التصنيع وتحسين جودة المنتجات وخفض التكاليف تعتبر الصناعات التحويلية الزراعية قاطرة التنمية الزراعية لما تؤثر هذه الصناعات على عجلة الاقتصاد وسرعة دورانه .
فتصدير المحاصيل الزراعية كمواد خام أضاع على الاقتصاد السوداني كثير من الموارد فمثلا القطن يمكن تحويل القطن إلى ألياف وخيوط، ثم إلى ملابس ونسيج، مما يفتح المجال لإنشاء مصانع النسيج والملابس فصناعة الغزل والنسيج كانت تساهم كثيرا فى توفير فرص عمل بالإضافة إلى تغذية السوق المحلي بالملبوسات القطنية الصحية والرخيصة فقط علينا معالجة التقلبات السياسية والاقتصادية والاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة للوصول للتنمية المستدامة ومعالجة التأثير الاجتماعي وتحسين جودة التعليم وربطة بالابتكار وسوق العمل .