سامنثا باور .. تصريحات في الإتجاه الخاطئ

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وقوفها مع إنشاء قوات مسلحة سودانية موحدة ومهنية تجمع الجيش والدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح تحت قيادة واحدة في السودان. وقالت سامانتا باورالمديرة التنفيذية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المحاضرة التي قدمتها بقاعة الشارقة جامعة الخرطوم حول تجربتها مع السودان ومسيرة الثورة السودانية أن الولايات المتحدة تنظر إلى أن أحد وسائل الإستقرار في السودان هي وجود جيش وطني تدمج فيه القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح لتكون جيشاً واحداً تحت إمرة موحدة.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن تصريحات المسؤولة الأمريكية التي تحدثت فيها عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش خاطئة وغير دقيقة وعدم الدقة قد يؤدي إلى التضليل. والصحيح هو أن القوات المسلحة والدعم السريع هما بالفعل في منظومة واحدة وهناك قانون للقوات المسلحة والدعم السريع. وهو ما أكده رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في أكثر من مناسبة. وأكثرها وضوحاً ما قاله في المقابلة التي أجرتها معه قناة الشرق وأكد خلالها أنه بحكم القوانين، فإن قوات الدعم السريع جزء من الجيش وتعمل تحت إمرته، ومتى كان هناك إجراءات حتما ستتم منفصلة عن ما يتم للحركات المسلحة.
وهو ذات الأمر الذي أكده النائب الأول لرئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو في لقاء جمع البرهان وحميدتي، مع ضباط برتبة عميد فما فوق من الجيش والدعم السريع، بمقر القيادة العامة بالخرطوم، بحضور الأعضاء العسكريين بمجلس السيادة، ورئيس أركان القوات المسلحة. حيث قال حميدتي في ذلك اللقاء أن القوات المسلحة والدعم السريع يمثلان قوة واحدة تتبع للقائد العام (البرهان) وتأتمر بأمره.
ويؤكد الخبراء أن سامنثا باور ربما كانت تردد أحاديث بدون أن تطلع على قوانين هذه القوات ولم تطلع أيضاً على بند الترتيبات الأمنية الذي أقرته اتفاقية جوبا لسلام السودان والتي تنتظم هذه الأيام الاجتماعات واللقاءات لإنزالها على أرض الواقع.
ويضيف الخبراء أن تصريحات سامنثا تجاوزها الزمن حيث يعلم القاصي والداني الآن أن ما أشارت إليه يتم تنفيذه الآن ولا حاجة لإثارته مرة أخرى إلا إن كانت هناك أغراض أخرى من وراء ذلك. وقال الخبراء: (كان الأجدى لسامنثا باور أن تصرح وتحث عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور للإنخراط في عملية السلام بدلاً عن الإنفلات والتوهان الذي يعيشون فيه ويورطون معهم المواطنين والبلاد في حروب لا طائل منها. لكنها الأجندة الخفية ودس السم في الدسم الذي هو الأسلوب الأمريكي الشهير في كل البلدان التي سيطرت عليها من قبل).