أخبار

سر عودة(الكيزان)السريعة!

الطريق الثالث – بكري المدني-تسامح نيوز

لا أدري ما كانت الحكمة وراء إعلان مجموعة من التنظيمات الاسلامية التوحد بإسم التيار الإسلامي العريض قبل إفطار هذا التيار بالخرطوم (امس) والذي سجل حدثا كبيرا في الحشد والترتيب والتنظيم والتأمين

بدأ لي ان ميلاد إعلان الوحدة من ساحة الإفطار كان سيكون أقوى وأبلغ وعلى أية حال فلقد نجح التيار الإسلامي العريض أمس والأيام الماضية في تنظيم عدد من الافطارات الجماعية فى العديد من المدن والبلدات

ان نجاح التيار الإسلامي في هذه الحشود المرئية فوق إنه أكد على ان هذا التيار أصيل في المجتمع السوداني وصعب التجاوز والإقصاء إلا ان هناك ثمة سببا آخرا وواضحا وراء العودة القوية للإسلاميين للمشهد بهذه الصورة السريعة والسبب -برأي -هو فشل التيار العلماني

لقد منحت ثورة ديسمبر أحزاب التيار العلماني وكل معارضي النظام السابق بل وكل خصوم الإسلام السياسي ومشاريعهم في الحياة منحتهم ثورة ديسمبر الفرصة الكاملة لأن يكونوا البديل للإسلاميين بعد ان أبعدت الثورة كل منتسبي التيار الإسلامي من المشهد وقهرتهم تماما وجعلت من لفظة (كوز)سبة يبكى من التوصيف بها حتى الأطفال وليس هذا فحسب ولكن محاولات قهر وكسر الإسلاميين امتدت لتشمل حتى منسوبي أجهزة الدولة بحسبان انها من صناعات النظام السابق فطالت حملات التنمر الجيش والشرطة والأمن وحتى الصحافة ولكن ما الذي حدث بعد ثلاث سنوات فقط ؟!

ان الذي حدث ببساطة فشل سريع وكبير وغير متصور للأحزاب العلمانية ولخصوم جماعات الإسلام السياسي وكان ولا يزال نتيجة هذا الفشل الكبير انهيار كامل وشامل في كافة مناحي الحياة وبدأ الناس ينسحبون من حول (أحزاب الثورة)بل ويطاردون رموزها في الطرقات محملين إياهم نتيجة فشل التغيير والفشل في إنجاز أي جديد بل والفشل في المحافظة على القديم نفسه !

ان ثلاثة سنوات من الفشل كانت كافية جدا لأن يمد الإسلاميون أرجلهم وقد آن لهم ذلك وهم اليوم ينتشرون في الطرقات والساحات وسط ذهول كبير ولكن لمن يعرف طبيعة الحياة والتى لا تحتمل الفراغ عليه ألا يستغرب !

ان فشل أحزاب قوى الحرية والتغيير هو السبب الرئيس لنجاح الإسلاميين وعودتهم السريعة ولو ان انتخابات عامة عقدت اليوم لاكتسحتها القوى الاسلامية بسهولة ويسر

الجيد فى أنشطة الحاضر هو سمتها السياسي والمدني وافطار التيار الإسلامي بالخرطوم أمس والذي حشدت له آلاف من كوادر التأمين مر بسلام- حتى كتابة هذه الأسطر – وكذلك الحال بالنسبة للولايات وبقى المطلوب ان تنشط بقية القوى السياسية الأخرى في افتراع أنشطتها ومحاولة مراجعة ادائها الذي مضى وإدراك الأخطاء الجسيمة التى وقعت فيها ومن ثم استعداد الجميع للمرحلة التالية و (الحشاش يملأ شبكتو)!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى