المقالات

سهير عبدالرحيم تكتب… مطار ولا زريبة؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

سهير عبدالرحيم
Kalfelasoar76@hotmail.com

حين اُغتيلت الفنانة سوزان تميم بمدينة دبي، تمكّنت الشرطة الإماراتية من فك طلاسم السرقة عن طريق مراجعة كاميرات المراقبة والتي لم تظهر وجه المتهم فقط، ولكنها أظهرت ماركة “التي شيرت” الذي كان يرتديه.

عقب ذلك تمّت مُراجعة كل الفروع التي باعت تلك الماركة وتم تتبُّع المُشترين وتحليل بياناتهم حتى وصلوا للقاتل المستأجر..!!

كاميرات المراقبة في كل العالم يُمكنها إظهار كافة التفاصيل الدقيقة والحسّاسة، بل يُمكنها حتى إظهار توقيت الوقت في ساعة معصم أحدهم..!!

لدينا في السودان موضة أسمها كاميرات مراقبة ما شغّالة في مطار الخرطوم، أو زوايا ضعيفة، أو رؤية غير واضحة، أو ثغرات، أو خلافها.

مطار الخرطوم والعياذ بالله، أصبح البوابة الرئيسية هو ومعبر أرقين سيئ السمعة لتخريب الاقتصاد الوطني..!!

تهريب ذهب ودولار وآثار، وإدخال المخدرات ومستحضرات التجميل منتهية الصلاحية..!!

الحادثة الأخيرة التي أقامت لها جمارك المطار حفلاً صاخباً، تُؤكِّد فشلهم لا نجاحهم، وتُؤكِّد تواطؤاً وليس تميزاً، وتثبت تقصيراً وليس نجاحاً، والبركة في جهاز المخابرات كما قال مسؤول الجمارك الذي رفدهم بالمعلومة.

بالله عليكم، هل تابعتم الفيلم الهندي للكشف عن ١٨ كيلو ذهب بمطار الخرطوم..؟؟ هل استمعتم للرواية الرسمية لمسؤول الجمارك..؟!

حسناً هنالك طبعاً ثلاث روايات مُختلفة لنفس الضبطية، رواية تقول إنّ أحد الركاب المُشتبه بهم، حاول التأكد من وجود الذهب قبل إقلاع الطائرة وسقطت منه سبيكة ذهب، فقامت المُضيفة بإبلاغ كابتن الطائرة الذي رفض الإقلاع وطلب من السلطات الأمنية تفتيش الطائرة..!!

وهنالك رواية ثانية تقول إنّ جهاز المخابرات العامة مّلّك مسؤول الجمارك، معلومة وجود ذهب بالطائرة، وإنه تم تفتيش الطائرة ولم يعثروا على الذهب، وجاء مدير شركة الطيران وأرغى وأزبد في مسؤول الجمارك، وأنذره بتحمُّل مسؤولية تأخر إقلاع الطائرة.

وتقول الرواية إنّ مسؤول الجمارك الذي جاء مُرتدياً جلابية وطاقية وفي رواية أخرى عراقي وسروال، إنه انزوى على جانب حين اشتط غضب صاحب شركة الطيران وقام بالاتصال بمصدره، حيث جاءه الرد الحاسم والقوي من جهاز المخابرات العامة: قائلين: (يازول فتِّش الطيارة دي الذهب موجود)..!!

والرواية الثالثة تقول إنّ ضباط الجمارك الأشاوس اصطفوا أمام الطائرة لمنع إقلاعها مُعرّضين حياتهم للخطر..!!

حسناً تتعدّد الروايات والمُصيبة واحدة، ذهب في طائرة في طريقها للإقلاع..!!!

إن ما يحدث في مطار الخرطوم أشبه بما يحدث في زريبة للأغنام، صاحبها تركها لراعٍ نائم، فأصبحت الأغنام تدخل كيفما تشاء وتخرج كيفما تشاء، واللصوص يسرقون منها ويذبحون بعضاً ويحلبون لبن البعض، والراعي يغط في نومٍ عميقٍ، وصاحب الزريبة مشغول بمطاردة ذئب متوهم والخراب في عقر داره..!!

*خارج السور*:
أغلقوا هذه الزريبة ريثما يصبح لدينا مطار..!!
* نقلاً عن الانتباهة*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى