المقالات

سهير عبد الرحيم✍️ثلاثية الالم

*بسم الله الرحمن الرحيم*

*سهير عبد الرحيم*

kalfelasoar76@hotmail.com

*ثلاثية الالم *

*كُتب ونشر في العام 2015 أعيد نشره في 2019*

ظللت ولمدة عامين متتالين ومنذ أواخر عام( 2012) في زيارات مستمرة لمقر رعاية الأطفال فاقدي السند بدار المايقوما، وكانت زياراتي تأتي على فترات متباعدة وفي أوقات مختلفة من العام.

في إحدى المرات زرتهم خلال (وقفة) أحد الأعياد وهو وقت يفر فيه المرء إلى نفسه ولا يجد متسعاً من الوقت لقضاء احتياجاته الخاصة، وليقيني أن الجميع منشغلون عنهم بفرحة استقبال العيد قررت أن أزورهم والتقط ملامح العيد في وجوههم .

ولكن أي عيد ذلك الذي نتحدث عنه لأطفال في عمر يوم وخمسة أيام وشهر وشهرين.. تفرست يومها وجوههم فوجدتهم يتوسدون أحلامهم في رضعة من إناء بلاستيكي ويتفيأون ظلال الأمل رغبة في حضن دافئ.

زرتهم أيضاً خلال العيد فلم أجد أثراً للفرحة في قلوبهم ولم يبدد طعم الحلوى والملابس الجديدة التي وزعت عليهم مرارة الهجر والحرمان، بعد ذلك عكفت على ملاحظاتي عن دار المايقوما وقدمتها في سلسلة حلقاتي ثلاثية الألم وتيقنت وقتها أن محنة الدار هي أزمة وطن وغفوة ضمير.

معاناة واكتظاظ أكبر من قدرة العاملات بالدار.. الأخطاء الفردية تمد لسانها والذباب سيد الموقف ولا شيء يبعث على الارتياح والاطمئنان سوى (معمل الحليب) النظيف جداً والمعقم جداً جدا.ً

وبلغة الأرقام فإن دار المايقوما استقبلت حتى آخر تقرير رصد في عام (2014) عدد (236) طفلاً مات منهم (38) وفي العام (2013) استقبلت الدار (689) طفلاً.

وحسب تقديرات خبراء فإن النسبة تتجه إلى النقصان وليس إلى الزيادة وذلك إذا قارنا النسبة الأعلى خلال الأربع سنوات الأخيرة في عام (2010) حيث بلغت (723) طفلاً أي بمعدل طفلين إلى ثلاثة يومياً.

أيضاً حوى التقرير معلومة مهمة جدًا وبإمكانها أن تطيح بالنظريات الافتراضية حول احتفالات أعياد الحب ورأس السنة الميلادية .

لأنه وحسب ذلك المفهوم فإنه ينبغي أن تكون الشهور الأعلى في الولادة هي (11) و(9) باعتبار أن توقيت عيد الحب في شهر (2) ورأس السنة في (12) عليه فإن توقيت الولادة يجب أن يكون في سبتمبر ونوفمبر.

ولكن لغة الأرقام تختلف عن هذا الفهم بل وحسب آخر الإحصاءات فإن أقل نسبة استلام سجلت للأطفال في الدار كانت في شهري(9،11) فمثلاً وعلى سبيل المثال استقبلت الدار في شهر فبراير 63 طفلاً وفي يناير 74 طفلاً وفي أكتوبر 74 أيضاً في حين استقبلت في شهر نوفمبر 63 وفي شهر سبتمبر أقل عدد وهو 51.

من كل ذلك يتضح أننا ينبغي أن نعيد النظر في مؤسسة دار المايقوما بعين أكثر فحصاً وتمحيصاً من أجل تغيير واقع هؤلاء الأطفال إلى مستقبل آخر أفضل حالاً وأكثر إيجابية في رعايتهم وتنميتهم وتبديد أوجاع طفولتهم وظنون مستقبلهم.

*خارج السور :*
ما يحدث من كوارث و أخطاء و فساد في دار المايقوما خلال حقب مختلفة كيزان على قحاته يستوجب تقديم المسؤولين الى محاكمات عاجلة….ثم ماقصة الفئران التي تقضم أرجل و أصابع الأطفال ….؟؟؟

أين المرضعات و كاميرات المراقبة …كيف تتسلل الفئران الى أسّرة الرضع و تمضغ أطرافهم دون أن يهش عليها أحدهم ….؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى