سياسات صندوق النقد العربي تجاه السودان في الميزان
وكيل وزارة المالية الاسبق: صندوق النقد العربي يقدم دعم فني دون تمويل
الناير يشدد على أهمية جاهزية السودان لاستقبال تمويل خارجي
الصندوق لم يقم بتمويل مشروعات كبيرة بصورة اساسية في السودان
خبراء يتساءلون عن جدوى سياسة الصندوق التمويلية في الوضع الآنيّ للسودان
تقرير – رحاب عبدالله
الأسبوع الماضي اتفق وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل إبراهيم، والدكتور فهد بن محمد التركى، مدير عام ورئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي في الكويت ،على تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، واكد الدكتور فهد بن محمد التركى على اهمية تعزيز التعاون مع شركائه وتقديم المشورة والدعم لتعزيز سياسات مالية أكثر كفاءة في مواجهة التحديات الراهنة. وأكد على أهمية تعزيز المرونة المالية في الوقت الحالي كأداة رئيسية لتشجيع الاستقرار المالي على المدى الطويل في السودان.
غير ان بعض المراقبين يتخوفون من ان يصبح صندوق النقد العربي كصندوق النقد الدولي يقوم بفرض سياسات ترهق كاهل المواطن السوداني.
دعم فني
وكيل وزارة المالية والاقتصاد الوطني الاسبق الخبير المصرفي د.عبدالمنعم محمد الطيب طمأن بان الصندوق العربي لايصدر سياسة مالية لدولة ، واوضح في حديثه ل(تسامح نيوز) ان كل ما في الأمر دعم فني وبناء قدرات دون تمويل.
سياسات غير ملزمة
من جانبه أمن الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير على أن صندوق النقد العربي لا يفرض سياسات ملزمة كما هو في صندوق النقد الدولي الذي يضغط الدول ويجبرها على تنفيذ سياسات محددة مقابل الاستفادة من قضية التمويل ولكنه اشار الى ان السياسات لم تكن ناجعة ومفيدة للدول خاصة دول العالم الثالث أو دول المنطقة العربية والافريقية.
لافتا الى ان صندوق النقد الدولي دائما يعطي روشتات للدول الأوربية وغيرها من الدول الاخرى ولكنه حينما يأتي الأمر في دول أفريقية وعربية يعطي روشتات فيها نوع من الضغط الكبير جدا على المواطن وعلى معيشته وعلى معدل التضخم وسعر الصرف وغيرها من الأشياء ،مضيفا ان صندوق النقد العربي ليس لديه هذه الضغوط ولا إلزام الدول بتنفيذ سياسات محددة.
وأوضح الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير في حديثه ل(تسامح نيوز) أن صندوق النقد العربي من المؤسسات المتميزة والكبيرة جدا بالنسبة للدول الأعضاء والسودان من ضمنها ، وله الحق ان يستفيد من امتيازات هذا الصندوق بصورة كبيرة.
غير ان الناير رأى ان هذا الصندوق لم يقم بتمويل مشروعات كبيرة الان بصورة اساسية في السودان سوى مساهمات في بعض المشروعات في السابق ولكن في الحقبة الأخيرة لم يقم الصندوق بتمويل اي مشروع.
ولكنه وفقا للناير انه في الظرف الراهن ظرف الحرب تقريبا سيقوم الصندوق بدعم فني للسودان يتلخص في برامج تدريب ورفع قدرات وتعزيز التعاون ، غير ان الناير اكد ان هذه ايضا مسألة مهمة ويمكن أن تعزز الموقف في السودان ، وقطع بانه لا شرط ان يدعم صندوق النقد العربي مشروعات كبيرة في السودان بل يمكنه أن يشير إلى بعض الدول التي لديها قدرة أو فوائض ان تدعم السودان.
استعداد مسبق
بيد ان دكتور محمد الناير شدد على أهمية جاهزية السودان لاستقبال هذه التمويلات سواءا كان لصندوق النقد العربي أو مؤسسات التمويل المختلفة الأخرى لكي يحصل على تمويل في المرحلة القادمة.
سياسات صندوق النقد الدولي
وفيما رجح البعض ان المنتظر هو ان يصدر صندوق النقد الدولي روشتة جديدة خاصة بالسياسات المالية في السودان غير ان الخبير المصرفي دكتور عمر محجوب اكد انه لن تخرج سياسات صندوق النقد الدولي عما هو معروف بشأن استراتيجيات برامج الصندوق، وهى بالنسبة للسودان لن تخرج عن الدعوة إلى انتهاج مبدأ مرونة سعر الصرف وخفض قيمة العملة،
والاستمرار في سياسة رفع كل أشكال الدعم السلعى، وتوسيع القاعدة الضريبية، وتنفيذ سياسة تقليص العجز في الموازنة، ودعم اقتصاد السوق، وتنفيذ وصفة الصندوق الخاصة بالإصلاحات الهيكلية وهى حزمة من سياسات اصلاح الاقتصاد الكلى واهم برامجها ادارة كل من جانبي الطلب والعرض الكلي حتى يتحقق استقرار اقتصادى، ويحدث نمو شامل يفضى إلى تنويع في هيكل الاقتصاد ويعزز الانتاج ومبدأ التنافس.
وطرح د.عمر محجوب سؤالا فحواه عن ما هو وضع السودان السياسي والأمني في المستقبل حيث ان حزمة السياسات التى يقدمها الصندوق هى سياسات في المديين القصير والطويل، ايضا ماذا أسفرت سياسات الصندوق التي طبقت من قبل في السودان منذ سبعينيات القرن الماضي، وهل الحل في فقط في اجراءات الصندوق؟.
