أخبار

سياسي: الممارسة السياسية السودانية باحزابها وتنظيماتها تحتاج إلى إصلاحات عميقة

تسامح نيوز | الخرطوم

 قال الدكتور محمد المصطفى الخبير والمحلل السياسي أن هناك سؤال عميق ومهم للغاية يجب أن يطرحه السياسيين السودانيين علي أنفسهم قبل دعواتهم لاجراء عمليات الإصلاح العسكري والامني والسؤال المهم لماذا لايقومون بعملية إصلاحات عميقة للممارسة السياسية السودانية الحالية وإصلاح الأحزاب والتنظيمات السياسية التي يتبعون لها ويمارسون العمل السياسي من خلالها؟. موضحاً أن الناظر للمشهد السياسي السوداني من الداخل سيعلم مباشرة أن الحياة السياسية السودانية واحزابها وتنظيماتها تحتاج لعمليات إصلاح عميقة حتى توفر بيئة سياسية معافاة تستطيع عبور الفترة الانتقالية بكل أمان.

واضاف محمد أنه علي صعيد الممارسة السياسية الحالية هناك كثير من الأحزاب والتنظيمات السياسية السودانية تتبع العديد من السفارات الاجنبية ولاتتحرج من إعلان ذلك علي الملأ وفي أجهزة الإعلام مشددا على أن ذلك يعتبر ممارسة خاطئة وغير وطنية تحتاج الي إصلاح كبير ويجب سن قوانين تلزم الاحزاب السودانية بعدم الاستنصار بالاجنبي وفتح المجال أمام التدخلات الاجنبية في الشئون السودانية الداخلية والتي تضر حتماً بالامن القومي السوداني.

وأبان المصطفى أن هناك العديد من الأحزاب السودانية لم تقم بعقد مؤتمراتها العامة منذ سنوات طويلة وبالتالي لم تقوم بانتخاب اي قيادات جديدة وبالتالي تصبح القيادات التي تدير هذه الأحزاب الان غير شرعية وهذا الأمر يحتاج إصلاح بنيوي بانتخاب قيادات جديدة شابة لقيادة هذه الأحزاب وبالتالي تقديم اطروحات سياسية وطنية جديدة تساهم في تطوير الوطن وتقدمه وتطوير الممارسة السياسية السودانية لافتاً إلى أن عدم تجديد القيادات السياسية داخل الاحزاب يجعلها تتكلس وتتبدد وتنهار ونوه سيادته أنه ليس هناك دليل على فشل القيادات التي تطرح نفسها الان لقيادة المرحلة الانتقالية من طرد أحد المرشحين لمنصب رئيس الوزراء من ورشة الاصلاح العسكري والامني لانه حضر للورشة متأخراً مما يؤكد عدم الاحساس بالمسئولية وعلو الروح الوطنية .

واوضح الدكتور المصطفى أن هناك أيضاً العديد من الأحزاب السودانية تحمل افكار وخطط ومناهج سياسية مستوردة من الخارج ولكنها ماتت وقبرت في البلدان التي نبعت منها وهي لاتتسق مع رؤي عدد كبير من أفراد الشعب السوداني كاحزاب البعث العربي الاشتراكي الذي تلاشي ومات سريريا في منبعه وكذلك الحزب الناصري والشيوعي وهي أحزاب يحمل بعضا منها أفكاراً عنصرية تتصادم مع صفاء ونقاء الشعب السوداني ولايمكن تقديمها لحكم السودان بهذه ةالافكار سيئة السمعة ولايمكن إعتبارها أحزاب ذات قواعد شعبية عريضة وهي تعبر عن أفكار ورؤي سياسية لم تعد موجودة على أرض الواقع السياسي.

وشدد الدكتور محمد على أن الأحزاب السودانية العريقة التاريخية والتقليدية كالاتحادي الأصل والأمة القومي أيضا عفي عليها الزمن وتحتاج الي إصلاحات عميقة في بنيتها وفي أطروحاتها وفي مكاتبها السياسية القيادية وضرورة تقديم قيادات شابة لهذه الاحزاب التي باتتى تعاني من الهرم والعجز السياسي مؤكدا أنه حتى أحزاب الإسلام السياسي والتيار الإسلامي العريض يحتاجون لطرح أفكارهم بصورة جديدة وحديثة ومبتكرة حتي يتقبلها المجتمع السوداني ويتفاعل معها إيجاباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى