المقالات

سَلامٌ من صَبا بَرَدیٰ أَرَقُّ،وَدَمْعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دِمَشْقُ

لكن المفروض .. محجوب فضل بدري

-منذ أن وقف الأستاذ الجليل علی عطا المنان،يُمْلِی علينا قصيدة (نكبة دمشق) كإملاء،عندما كانت مادة الإملاء جزءً من مواد الإمتحان لدخول المدارس الثانوية،لم تفارق القصيدة مخيلتی ومطلعها هو الذی وضعته عنواناً لهذا المقال:-

[سلامٌ من صبا بردیٰ أرقُّ، ودمعٌ لا يكفكفُ يا دمشقُ]

المناسبة هی قوات دخول المعارضة

العاصمة دمشق،بشكل دراماتيكی لم يتوقعه أكثر المحللين إلماماً وخبرةً بمجريات الأحداث فی الشام عامَّةً،

وقد أدهش تصرُف قوات المعارضة السورية،وهی تدخل العاصمة دِمشق بعد إنتصارات متوالية فی عُدة مُدُن خلال فترة قصيرة من الزمن سبقتها أعوام طويلة من الثورة،التی قابلها نظام الأسد بعنفٍ مُفرط،وكان مثار الدهشة،هو الإنضباط العالی لقوات المعارضة عند دخولها العاصمة.

فقد أصدر قاٸد عمليات المعارضة أوامره بعدم المساس بالمٶسسات العامة التی يجب أن تبقیٰ تحت إشراف رٸيس الوزراء المنصرف،لحين إستلامها بشكلٍ رسمی، وزاد السيد أحمد الشرع (أبو محمد الجولانی) علی ذلك بمنع إطلاق الرصاص فی الهواء إحتفالاً، لمنع لأی مظهر من مظاهر الفوضیٰ!!.

ولم يزد المواطنون -فی تعبيرهم عن فرحتهم -علی إسقاط تمثال (حافظ الأسد الأب) المنصوب فی ساحة عرنوس بقلب دمشق،وتمثال آخر للأسد فی مدينة اللاذقيةكتعبير رمزی فقط، بعيداً عن الإنتقام،(نصرٌ لا إنتقام فيه) كما قال أبو محمد الجولانی .

-كان يُمكِن الإكتفاء بمقولة شعبية ساٸدة تقول(ايش جَاب لی جَاب!!) إذا أردنا المقارنة بين ما حدث فی العاصمة الخرطوم،وما يحدث فی العاصمة دمشق،وبين قيادة وجنود قوات المعارضة السورية،وقيادة وجنود قوات مليشيا دقلو إخوان المتمردة،وبين مقولة الجنجويد (الخرطوم دی إلَّا نخليها ليكو رُماد)

وبين مقولة قيادة قوات المقاومة السورية علی لسان أحمد الشرع (يجب الحفاظ علی مٶسسات الدولة العامة) وزاد علی ذلك بأن أوكل رٸيس الوزراء والمعيَّن من قِبَل بشار الأسد، أمر الإشراف علی مٶسسات الدولة.

-وبعد سقوط دار السلام(بغداد) وسقوط جُلَّق(دمشق) لم يبقیٰ لحزب البعث أی عاصمة عربية بها حزب البعث،سویٰ الخرطوم،وهنا نسأل عن الرِفاق جدو سنهوری ووجدی وغيرهما من البعثيين فی ما جریٰ،ونحن نسمع قيادة قوات المعارضة تقول:- أسجدوا لله شاكرين،وادخلوا دمشق متواضعين،أحفظوا مٶسسات الدولة فهی للشعب السوری العظيم.

ونردد مع أمير الشعراء أحمد شوقی

سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ

وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ

وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي

جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ

إلیٰ أن يقول:-

وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي

إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ

وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي

جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ

دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ

وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ

وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري

وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ

وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ

لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ

عَلى لَهَواتِهِم شُعَراءُ لُسنٌ

وَفي أَعطافِهِم خُطَباءُ شُدقُ

رُواةُ قَصائِدي فَاعجَب لِشِعرٍ

بِكُلِّ مَحَلَّةٍ يَرويهِ خَلقُ

غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ

أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ

وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ

أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ

أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئرًا

وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ

صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ

وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ

وبعد أكثر من نصف قرنٍ من الزمان من حكم عاٸلة الأسد، عادت سوريا إلیٰ شعبها الراقی بلا إنتقامٍ أو تَشَفٍّ بل بسيادة حكم القانون، لا بلجنة تفكيك (مفككة فی رقبتها دی)!!

-النصر لجيشنا الباسل.

-العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.

-الخِزی والعار لاْعداٸنا، وللعملاء، ولدويلة mbz أو wuz.

-وما النصر إلَّا من عند الله.

-والله أكبر، ولا نامت أعين الجبناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى