بروق الحنين و وداعاً جوليا و ما سياتي فيما بعد من الأعمال الفنية من قبل مثقفي و حنيني الوحدة ، تلك الأعمال مع كامل احترامي للمخرجين و المنتجين ، تكمن جوهرهما (العمل الفني الإبداعي) و رسالتهما في ممانعه فكرة استقلال جنوب السودان و الحنين لمشروع الوحدة في اطار التنوع و الذي رفضت بارادة شعبية واسعه .
اما الاهداف الثانوية فهي ايجاد مكانة عالمية للمنتجين و المخرجين للسينما السوداني و اهداف مادية و هذه الاهداف مشروعة و لكن لا يمكن استغلال واقع سياسي و اجتماعي تم تجاوزها ، من الاهمية التركيز علي الأعمال الإبداعية و الفنية في الجوانب الايجابية التي يمكن ان تساعد دولتي السودان علي النهضة و الازدهار حتي يتجاوزان عللهم الوطنية ، و يجب فصل قضايا الدولتين في مرحلة مابعد استقلال جنوب السودان في شتي قضايا الثقافة و الادب و الصحافة و السياسة علي مستوي معقول دون تجاوز العامل و البعد الأجتماعي و التاريخي بين دولتي ، و من الاهمية ان لا تلعب النخب السودانية دور النخب المصرية بحنيتهم للوحدة وادي النيل المزعومة و تكرار نفس التجربة علي جنوب السودان بحنية إلى مشروع الوحدة في اطار السودان الجديد و خلق مشروع نخب لهم حنين ثقافي و سياسي و مغتربين وجدانياً و سياسيا و ثقافياً في مرحلة مابعد الاستقلال ( جنوب السودان ) في دولتهم ( الصفوة الحنينة ) .
و اريد أن يؤخذ عن هذا الرأي باعتباره راي شخصي في اطار قضية راي عام تجنّباً لخلط المفاهيمي في التعامل مع قضايا الرأي العام باعتبارهم قضايا تخصصية و غير مسموح الإدلاء إلا لاهل الثقافة و الأدب .
ادلاء بالرأي حق في اطار الحوار و التواصل و لكن لا يمكن ان ترتقي الي مستوي نقد بشكل معرفي و علمي و منهجي باعتبار النقد يقدم تحليل موضوعي و عميق من بُعد فني و بمعرفة علوم سينمائية خالصة، و بالتركيز علي الجانب الفني و التخصصي ، لذلك لا يمكن ان ترتقي الاراء و أوجه النظر حول فليم وداعاً جوليا لمستوي النقد الادبي و السينمائي معترف ، بل حوار في اطار الإدلاء بالاراء الشخصية في اطار موضوعي ، و ادلاء بالرأي تعني التعبير الشخصي و راي عام حول الموضوع ( الفليم ) دون حاجة الي التحليل الفني المنهجي .
لذلك يجب أخذ الاعتبار للأراء و المواقف الاخري المختلفة بنوع من الموضوعية دون الحاجة الي الغلو المعرفي بمنع الاخر بعدم ادلاء في الموضوع و حصر الاراء المقبولة فقط في اطار النقد السينمائي و الادبي و المنهجي برغم قلة العارفين بالعلوم النقد الادبي و السينمائي في البلاد .
