المقالات

طارق عبدالله ..توقيعات علي دفتر الأمل

علم الدين عمر يكتب

منتصف العام سبعة وألفين ..غض الإهاب حينها كنت ..أتلمس* *الخطي في بلاط صاحبة الجلالة (المنزوع* *عرشها) بغائلة الزمان وأجتياح* *الحوادث ..وألوان الحق والخير والجمال ترفل في ثوب عزها ..عروساً* *للصحافة السودانية بشبابها الوثاب و(شيبها ) المعطون بالمحبة وشذي الأمنيات الخيال..وطارق عبدالله .

.تزوجت في ذلك العام ..لا زلت أذكر تلك الليلة ..كأنها البارحة وقد تقطعت بي السبل في إحدي فنادق السوق العربي إذ وصلت إليه في ليلة* *العمر قرب الفجر ..والخرطوم يومها تتثأب منذ أول الليل .

.أتاني هاتف طارق (جريمة) لقب محرري الداخلية والمحاكم الأوحد بين (زقاقات) الصحف يومها ..يسألني عن حالي ..كأن عين البصيرة قد كشفت له ما أنا فيه من حيرة .. ولم يكن بيننا* *تواصل يذكر قبلها ..

أجري طارق إتصالاته وسرعان ما شق صمت* *المدينة صوت سيارة قادمة من أقصي شرقها حملتني وعروسي ..وشجني* *لإحدي شقق الخرطوم الجديدة شرق المطار ..وصلتها* *والفجر يفج العتمة وصورة الفتي الخجول ..الهميم* .. *المشغول* *دائماً قد* *أكتملت في* *مخيلتي رسماً وإسماً..

*جمعتنا صالة ألوان الكبيرة الفخيمة ..ثم براحات الصحافة الوثيرة بعنتها وتعبها ..ومباصرتها بين الألم والأمل ..وتفرقت بنا السبل ..مضيت في طريقي وتسربل طارق عبدالله بالنجاح والعزيمة و(رجالة) سودانية كاملة الدسم والتفاصيل .

ما ركن يوماً لحزب أو جماعة وما أتخذ غير السودان زريعة للعلم والعمل ..والزمان خذلان ونكران ومهانة ..إن أردت المهنية فطارق أقربنا لها ..الطموح والتجرد والأمانة سبر أغوارها ..صمد طارق في مكمنه عام الحرب *كله بمظنة الثقة في نفسه وأقدار الله ولطفها.

طارق الأسير اليوم في أيدي لا نعلمها ولا نعلم ما تريد منه وما في يده غير قرطاس منقوش جانبه بحب الخير ومداد إخضر لونه وأبيضت مشاربه وهو كظيم ..

فك الله أسر الصحافي العظيم والوطني الجسور الدكتور طارق عبدالله وليت آسريه يعرفون أي فتي معهم وأي رجل يأخذون ..ليت منظمات الدنيا كلها تنافح عن طارق ليعود إلي قلمه وكتابه وأهله فهو ذلك جدير .

ولا شك عندي أنه عائد ومنصور ..

*علم الدين عمر..*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى