
من سلسلة جهاز الأمن الداخلي / من الألف إلى الياء : 71
من التحديات التي واجهها قلم المخابرات تداعيات الحرب العالمية الثانية.. إذ ناصر شباب السودان المانيا النازية ضد المستعمر البريطاني.. وقلدوا الزعيم هتلر في طريقة قص شعره وشاربه إغاظة وتحديا للمستعمر .. كما تحلقوا سرا حول كل مذياع يبث من برلين أخبار الحرب بصوت يونس بحري المناصر لألمانيا .. ذلك في أجواء من المراقبة والترصد الأمني.. وكان الأمن مهموما بكشف شبكات تجسس مفترضة تعمل لصالح المانيا..
وشهد العام ١٩٤٦ بداية الحرب الباردة بين الكتلة الغربية والشرقية فنشط قلم المخابرات الذي استبدل اسمه بالفرع المخصوص في مقاومة المد الشيوعي الذي قادته الجبهة المعادية للاستعمار والوجود السوفيتي والألماني الشرقي المستتر .. وكان قمع التظاهرات يتم بوساطة ضباط وأفراد من الفرع الخاص حملوا عص مكتوب عليها الموت.. وقد شوهد الرائد / إبراهيم خليل وهو يحمل عصا غليظة على رأس قوة لقمع الشيوعيين في عطبرة وهو في حالة من الصرامة والجدية .. وفي نادي الخريجين حيث الندوات السياسية المناوئة للاستعمار كان يتم التنديد بجهاز الأمن والنقيب/ أحمد ابارو المرابط بقواته في الخارج ( ابارو ياربيب الاستعمار) فيقذفهم بالغاز المسيل للدموع وينهال عليهم ضربا بالعصي حال خروجهم من النادي.
من جانبه كشف الفرع المخصوص انضمام رئيس القضاء السوداني لرئاسة المحافل الماسونية الذي ترأسه الحاكم العام ونوابه.. وقد استهدفت الماسونية أسر القادة السياسيين وعلماء الدين الإسلامي بصنوف من الفساد الأخلاقي.
يذكر أن للمخابرات البريطانية تجربة سابقة في إفساد ٧ من كبار قضاة الثورة المهدية حيث حكموا جورا واضلوا الخليفة عبد الله.
وإبتداء من العام ١٩٤٩ عمل العقيد /بابكر الديب على وضع خطة لاختراق جماعة الإخوان المسلمون التي شكلت أولى خلاياها في ذلك العام وكانت تجتمع دوريا في مسجد الخرطوم الكبير.
مثلما استعد الأمن لمجابهة عهد شيوعي جديد يقوده الشباب وعلى رأسهم عبد الخالق محجوب (21 سنة ) واسمه الحركي راشد .. وكان أصغر زعيم سياسي في البلاد .
اواصل بحول الله.
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٢.