المقالات

طارق محمد عمر يكتب:المخابرات الامريكية / ملف الرئيس الفرنسي

تسامح – الخرطوم

عثر مكتب التحقيقات الفدرالي اثناء تفتيشه منزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على ملف استخباري يتعلق بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مشفوعا بصور له .. صنف الملف بدرجة سري للغاية ووصف بالمؤثر على الأمن القومي الأمريكي .
هنا يثور تساؤل : لماذا تتجسس المخابرات الأمريكية على الرئيس الفرنسي وتفرد له ملف متابعه ترفده دوريا بالمعلومات المستجدة ؟ .. ولماذا إهتم الرئيس ترامب بهذا الملف واحتفظ به في منزله .. للإجابة على هذا السؤال أشير إلى أن بريطانيا العدو اللدود لفرنسا هي من اسست اميركا لتكون خليفتها في استعمار معظم الدول .. لكن بطريقة سرية بواسطة الوكلاء من الدول والتنظيمات الدولية والاقليمية والسرية وأجهزة المخابرات والعملاء والجواسيس .. لا عن طريق الجيوش والإستعمار المعلن .
والخلاف بين فرنسا وبريطانيا عمره نحو الف سنة أو يزيد .. وكانت البداية خلاف حول حق الصيد في المياه الإقليمية بين الدولتين وحق الرسو في الموانئ دون قيود .. ثم تطور بوقف فرنسا صادرات بريطانيا من الصوف إلى أراضيها فتضرر اقتصاد لندن .. وزاد الخلاف بعد إكتشاف بريطانيا للبخار كطاقة محركة لالات المصانع مما أدى لطفرة عالية في الإنتاج وفائض سلعي .. إحتاج لأسواق اقليمية وعالمية فاتجهت بريطانيا لاستعمار شعوب العالم مستعينة بالكنائس وأجهزتها الاستخبارية وأصبحت إمبراطورية لاتغيب عنها الشمس .
لوقف التوسع البريطاني عالميا تبنت ودعمت فرنسا الثورة العرابية في مصر والمهدية في السودان تحت شعار الدين في خطر ولن يحكمنا النصارى .. كذلك تبنت ودعمت فرنسا الفكر الشيوعي الإشتراكي المعادي للراسمالية البريطانية مثلما دعمت الفكر الإلحادي نكاية في الكنائس .. فكانت الداعم الأكبر للثورة البلشفية الشيوعية اللينينية في روسيا تليها المانيا ومخابراتها .. وعملت على تاسيس التنظيمات الشيوعية عالميا .. ثم تبنت ودعمت فرنسا فكرة تنظيم الإخوان المسلمون المنادي بالحاكمية لله الساعي لإعادة الخلافة الاسلامية .. نكاية في الكنائس التي ازالت دولة الأندلس الإسلامية وبريطانيا التي عادت دولة الخلافة العثمانية في تركيا ومحيطها الإقليمي والدولي .
في العصر الحديث وقفت فرنسا خلف تنشئة د. حسن الترابي منذ صباه الباكر ليقود ثورة اسلامية عالمية تحد من التوسع والنفوذ البريطاني الامريكي .. مثلما دعمت الثورة الخمينية في إيران وهي فكرة إخوانية في بيئة شيعية .. لعب فيها د. ترابي دورا مهما .
في إجتماع لدول حلف الناتو وصف الرئس ترامب نظيره الفرنسي ماكرون ب ( المقزز والمقرف ) .
ترى بريطانيا واميركا ان الموقف الفرنسي من الحرب الروسية الأوكرانية غير حقيقي .. وان سيف باريس مع الناتو وقلبها مع روسيا والصين .
لن يهدأ العالم ويستقر إلا بحل الخلافات بين فرنسا وبريطانيا .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأحد 14 اغسطس 2022 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى